responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 901

(1) - جاءكم يزعم أنه نبي فلا تصدقوه حتى يأتي بقربان تأكله النار حتى يأتيكم عيسى و محمد فإذا أتياكم فآمنوا بهما بغير قربان.

المعنى‌

ثم ذكر قولهم الآخر فقال «اَلَّذِينَ قََالُوا» لنبيهم «إِنَّ اَللََّهَ عَهِدَ إِلَيْنََا» أي أمرنا و قيل أوصانا في كتبه و على ألسن رسله «أَلاََّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ» أي لا نصدق رسولا فيما يقول من أنه جاء به من عند الله تعالى «حَتََّى يَأْتِيَنََا بِقُرْبََانٍ» أي حتى يجيئنا بما يتقرب به إلى الله من صدقة أو بر تتقبل منه و قوله «تَأْكُلُهُ اَلنََّارُ» بيان لعلامة التقبل فإنه كان علامة قبول قربانهم أن تنزل النار من السماء فتأكله و كان يكون ذلك دلالة على صدق المقرب فيما ادعاه عن ابن عباس «قُلْ» يا محمد لهؤلاء اليهود «قَدْ جََاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي» يعني جاء أسلافكم «بِالْبَيِّنََاتِ» أي بالحجج الدالة على صدقهم و صحة رسالتهم و حقيقة قولهم كما كنتم تقترحون و تطلبون منهم «وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ» معناه و بالقربان الذي قلتم «فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ» أراد بذلك زكريا و يحيى و جميع من قتلهم اليهود من الأنبياء يعني لم قتلتموهم و أنتم مقرون بأن الذي جاءوكم به من ذلك كان حجة لهم عليكم «إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» فيما عهد إليكم مما ادعيتموه و هذا تكذيب لهم في قولهم و دلالة على عنادهم و على أن النبي ص لو أتاهم بالقربان المتقبل كما أرادوه لم يؤمنوا به كما لم يؤمن آباؤهم بالأنبياء الذين أتوا به و بغيره من المعجزات و إنما لم يقطع الله عذرهم بما سألوه من القربان الذي تأكله النار لعلمه تعالى بأن في الإتيان به مفسدة لهم و المعجزات تابعة للمصالح و لأن ذلك اقتراح في الأدلة على الله و الذي يلزم في ذلك أن يزيح علتهم بنصب الأدلة فقط «فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ» هذا تسلية للنبي ص في تكذيب الكفار إياه و ذلك بأنه تعالى أخبر بأنه ليس بأول مكذب من الرسل بل كذب قبله رسل «جََاؤُ بِالْبَيِّنََاتِ» أي بالمعجزات الباهرات «وَ اَلزُّبُرِ» أي الكتب التي فيها الحكم و الزواجر «وَ اَلْكِتََابِ اَلْمُنِيرِ» قيل المراد به التوراة و الإنجيل لأن اليهود كذبت عيسى و ما جاء به من الإنجيل و حرفت ما جاء به موسى من صفة النبي ص و بدلت عهده إليهم فيه و النصارى أيضا جحدت ما في الإنجيل من نعته و غيرت ما أمرهم به فيه و المنير الذي ينير الحق لمن اشتبه عليه و قيل المنير الهادي إلى الحق.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 901
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست