responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 891

(1) - أفتنت الرجل و أحزنته إذا جعلته فاتنا و حزينا فغيروا فعل قال أبو علي فهذا الذي حكيته عن بعض العرب حجة نافع فأما قراءة لاََ يَحْزُنُهُمُ اَلْفَزَعُ اَلْأَكْبَرُ فيشبه أن يكون اتبع فيه أثرا و أحب الأخذ بالوجهين.

الإعراب‌

قوله «شَيْئاً» نصب على أنه وقع موقع المصدر و يحتمل أن يكون نصبا بحذف الباء كأنه قال بشي‌ء مما يضر به كما يقال ما ضررت زيدا شيئا من نقص مال و لا غيره.

المعنى‌

لما علم الله تعالى المؤمنين ما يصلحهم عند تخويف الشيطان إياهم خص رسوله بضرب من التعليم في هذه الآية فقال «وَ لاََ يَحْزُنْكَ» أيها الرسول «اَلَّذِينَ يُسََارِعُونَ فِي اَلْكُفْرِ» يعني المنافقين عن مجاهد و ابن إسحاق و قوما من العرب ارتدوا عن الإسلام عن أبي علي الجبائي «إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اَللََّهَ شَيْئاً» بكفرهم و نفاقهم و ارتدادهم لأن الله تعالى لا يجوز عليه المنافع و المضار و إنما قال ذلك على جهة التسلية لنبيه ص لأنه كان يصعب عليه كفر هؤلاء و يعظم عليه امتناعهم عن الإيمان و لا يبعد أنه ربما كان يخطر بباله أن مسارعتهم إلى الكفر و امتناعهم عن الإيمان لتفريط حصل من قبله فآمنه الله من ذلك و أخبر أن ضرر كفرهم راجع إليهم و مقصور عليهم «يُرِيدُ اَللََّهُ أَلاََّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي اَلْآخِرَةِ» أي نصيبا في الجنة و إذا كانت الإرادة تتعلق بما يصح حدوثه و لا يتعلق بأن لا يكون الشي‌ء فلا بد من حذف في الكلام و معناه أنه يريد أن يحكم بحرمان ثوابهم الذي عرضوا له في تكليفهم و أن يعاقبهم في الآخرة على سبيل الجزاء لكفرهم و نفاقهم «وَ لَهُمْ عَذََابٌ عَظِيمٌ» هذا ظاهر المعنى و هذا يدل على بطلان مذهب المجبرة لأنه تعالى نسب إليهم المسارعة إلى الكفر و إذا كان ذلك قد خلقه فيهم‌فكيف يصح نسبته إليهم ثم استأنف تعالى الإخبار بأن من اشترى الكفر بالإيمان و هم جميع الكفار بهذه الصفة فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ اِشْتَرَوُا اَلْكُفْرَ بِالْإِيْمََانِ» أي استبدلوا الكفر بالإيمان و قد بينا فيما تقدم أن إطلاق لفظ الشراء على ذلك مجاز و توسع و إنما شبه استبدالهم الكفر بالإيمان بشراء السلعة بالثمن «لَنْ يَضُرُّوا اَللََّهَ شَيْئاً» إنما هذا لأنه إنما ذكر ذلك في الآية الأولى على طريقة العلة لما يجب من التسلية عن المسارعة إلى الضلالة و ذكر في هذه الآية على وجه العلة لاختصاص المضرة بالعاصي دون المعصي و الفرق بين المضرة و الإساءة إن الإساءة لا تكون إلا قبيحة و المضرة قد تكون حسنة إذا كانت مستحقة أو على وجه اللطف أو فيها نفع يوفي عليها أو دفع ضرر أعظم منها «وَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» أي مؤلم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 891
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست