responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 873

(1) - الطلائع قالوا أقسم الفي‌ء و لم يقسم لنا فعرفه الله الحكم فنزلت الآية و قيل نزلت في أداء الوحي كان النبي ص يقرأ القرآن و فيه عيب دينهم و سب آلهتهم فسألوه أن يطوي ذلك فأنزل الله الآية.

المعنى‌

لما قدم تعالى أمر الجهاد و ذكر بعده ما يتعلق به من حديث الغنائم و النهي عن الخيانة فيها فقال «وَ مََا كََانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» و تقديره و ما كان لنبي الغلول لأن أن مع الفعل بمعنى المصدر أي لا تجتمع النبوة و الخيانة و قيل معناه ما كان له أن يكتم شيئا من الوحي عن ابن إسحاق و تقديره ما كان له أن يغل أمته فيما يؤدي إليهم و قيل اللام منقولة و تقديره ما كان النبي ليغل كقوله‌ مََا كََانَ لِلََّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ معناه ما كان الله ليتخذ ولدا و على القراءة الأخرى ما كان لنبي أن يخون أي يخونه أصحابه أو بمعنى يكتمونه شيئا من المغنم على ما مضى القول فيه و خصه بالذكر و إن كان لا يجوز أن يغل غيره من إمام أو أمير للمسلمين لوجهين (أحدهما) لعظم خيانته و أنها أعظم من خيانة غيره و هذا كقوله «فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثََانِ» و إن كان اجتناب جميع الأرجاس واجبا (و الآخر) أن النبي إنما خص بالذكر لأنه القائم بأمر الغنائم فإذا حرمت الخيانة عليه و هو صاحب الأمر فحرمتها على غيره أولى و أجدر و قوله «وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمََا غَلَّ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» معناه أنه يأتي حاملا على ظهره كما روي في حديث طويل ألا لا يغلن أحد بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن أحد فرسا فيأتي به على ظهره له حمحمة فيقول يا محمد يا محمد فأقول قد بلغت قد بلغت لا أملك لك من الله شيئا عن ابن عباس و أبي حميد و أحمد الساعدي و ابن عمر و قتادة و قال الجبائي و ذلك ليفضح به على رءوس الأشهاد و قال البلخي فيجوز أن يكون ما تضمنه الخبر على وجه المثل كان الله إذا فضحه يوم القيامة جرى ذلك مجرى أن يكون حاملا له و له صوت‌ و قد روي في خبر آخر أن النبي ص كان يأمر مناديا فينادي في الناس ردوا الخيط و المخيط فإن الغلول عار و شنار يوم القيامة فجاء رجل بكبة شعر فقال إني أخذتها لأخيط بردعة بعيري فقال النبي ص أما نصيبي منها فهو لك فقال الرجل أما إذا بلغ الأمر هذا المبلغ فلا حاجة لي فيها و الأولى أن يكون معناه و من يغلل يواف بما غل يوم القيامة فيكون حمل غلوله على عنقه أمارة يعرف بها و ذلك حكم الله تعالى في كل من وافى يوم القيامة بمعصيته لم يتب منها أو أراد الله تعالى أن يعامله بالعدل أظهر عليه من معصيته علامة تليق بمعصيته ليعلمه أهل القيامة بها و يعلموا سبب استحقاقه العقوبة كما قال تعالى‌ «فَيَوْمَئِذٍ لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاََ جَانٌّ» و هكذا حكمه تعالى في كل من وافى القيامة بطاعة فإنه تعالى يظهر من طاعته علامة يعرف‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 873
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست