responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 862

(1) - الأول لهم و الثاني للنبي ص و اختاره الزجاج (و ثانيها) أن معناه غما على غم أو غما مع غم أو غما بعد غم كما يقال نزلت بفلان و على فلأن حتى فعل كذا و يقال ما نزلت بزيد حتى فعل أي مع زيد و أراد به كثرة الغم بالندم على ما فعلوا و بما أصابهم من الشدائد و أنهم لا يدرون ما استحقوا به من عقاب الله (و ثالثها) أن الغم الأول القتل و الجراح و الثاني الإرجاف بقتل محمد ص عن قتادة و الربيع (و رابعها) أثابكم غما يوم أحد بغم ألحق المشركين يوم بدر عن الحسن و في هذا القول نظر لأن ما لحق المشركين من الغم يوم بدر من جهة المسلمين إنما توجب المجازاة بالكرامة دون الغم (و خامسها) أن المراد غم المشركين بما ظهر من قوة المسلمين على طلبهم و خروجهم إلى حمراء الأسد فجعل هذا الغم عوضا عن غم المسلمين بما نيل منهم عن الحسين بن علي المغربي و إنما قيل في الغم ثواب لأن أصله ما يرجع إلى المجازاة على الفعل‌طاعة كان أو معصية ثم كثر في جزاء الطاعة فهو كما قال الشاعر:

و أراني طربا في إثرهم # طرب الواله أو كالمختبل‌

و قيل أنه مما وضع مكان غيره كقوله تعالى‌ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ* أي ضعه موضع البشارة فهو كما قال الشاعر:

أخاف زيادا إن يكون عطاؤه # أداهم سودا أو مدحرجة سمرا

«لِكَيْلاََ تَحْزَنُوا عَلى‌ََ مََا فََاتَكُمْ وَ لاََ مََا أَصََابَكُمْ» معناه فعل بكم هذا الغم لئلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة و لا تتركوا أمر النبي (ص) و لئلا تحزنوا على ما أصابكم من الشدائد في سبيل الله و ليكن غمكم بأن خالفتم النبي فقط و تقديره ليشغلكم حزنكم على سوء ما صنعتم عن الحزن على غيره و قيل معناه و لقد عفا عنكم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم فإن عفو الله تعالى يذهب كل حزن «وَ اَللََّهُ خَبِيرٌ بِمََا تَعْمَلُونَ» فيه ترغيب في الطاعة و ترهيب عن المعصية ثم ذكر ما أنعم به عليهم بعد ذلك حتى تراجعوا و أقبلوا يعتذرون إلى رسول الله (ص) فأنزل النعاس عليهم في تلك الحالة حتى كانوا يسقطون على الأرض و كان المنافقون لا يستقرون حتى طارت عقولهم فقال‌} «ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ اَلْغَمِّ أَمَنَةً نُعََاساً» لفظ الإنزال توسع و معناه ثم وهب الله لكم أيها المؤمنون بعد ما نالكم من يوم أحد من الغم أمنة يعني أمنا نعاسا أي نوما و هو بدل الاشتمال عن أمنة لأن النوم يشتمل على الأمن لأن الخائف لا ينام ثم ذكر سبحانه إن تلك الأمنة لم تكن عامة بل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 862
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست