نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 861
(1) - أنه الإحاطة و العموم فالوجه أن لا يلي العوامل كما لا يليها أجمعون و حجة أبي عمرو في رفعه كله و ابتداؤه به أنه و إن كان في أكثر الأمر بمنزلة أجمعين لعمومها فقد ابتدئ بها كما ابتدئ بسائر الأسماء نحو قوله وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ فَرْداً فابتدأ به في الآية.
اللغة
الفرق بين الإصعاد و الصعود أن الإصعاد في مستوى من الأرض و الصعود في ارتفاع يقال أصعدنا من مكة إذا ابتدأنا السفر منها و منه قول الشاعر:
هواي مع الركب اليمانين مصعد # جنيب و جثماني بمكة موثق
و روي عن الحسن أنه قرأ تصعدون بفتح التاء و العين و قال إنهم صعدوا في الجبل فرارا و قال الفراء الإصعاد الابتداء في كل سفر و الانحدار الرجوع عنه و لا تلون أي لا تعرجون على أحد كما يفعله المنهزم و لا يذكر هذه إلا في النفي لا يقال لويت على كذا و أصله من لي العنق للالتفات و النعاس الوسن و ناقة نعوس توصف بالسماحة في الدر .
الإعراب
قوله «إِذْ تُصْعِدُونَ» العامل في إذ قوله وَ لَقَدْ عَفََا عَنْكُمْ و اللام في قوله «لِكَيْلاََ تَحْزَنُوا» يتعلق به أيضا و قيل يتعلق بقوله «فَأَثََابَكُمْ» و لا تحزنوا منصوب بكي و أمنة مفعول أنزل و نعاسا بدل منها و طائفة الأولى مفعول يغشي و طائفة الثانية مرفوعة بالابتداء و خبرها يظنون و «قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ» في موضع رفع بالصفة و يجوز أن يكون قد أهمتهم أنفسهم خبرا و الواو في طائفة واو الحال على تقدير يغشي النعاس طائفة في حال ما أهمت طائفة منهم أنفسهم فالجملة في موضع الحال و يجوز النصب على أن يجعل الواو واو العطف كما تقول ضربت زيدا و عمرا أكرمته فيكون منصوبا على إضمار فعل الذي قد ظهر تفسيره.
ـ
المعنى
ثم ذكر تعالى المنهزمين من أصحاب رسول الله يوم أحد فقال «إِذْ تُصْعِدُونَ» معناه و لقد عفا عنكم إذ تذهبون في وادي أحد للانهزام فرارا من العدو عن قتادة و الربيع «وَ لاََ تَلْوُونَ عَلىََ أَحَدٍ» أي لا تقيمون على من خلفتم في الحربو لا تلتفتون إليهم و لا يقف أحد منكم على أحد «وَ اَلرَّسُولُ » يعني محمدا ص «يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرََاكُمْ» أي يناديكم من ورائكم فيقول ارجعوا إلى عباد الله ارجعوا إلي أنا رسول الله يقال فلان جاء في آخر الناس و آخرة الناس و أخرى الناس إذا جاء خلفهم «فَأَثََابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ» اختلف فيه على أقوال (أحدها) أن معناه جعل مكان ما ترجونه من الثواب أن غمكم بالهزيمة و ظفر المشركين بكم بغمكم رسول الله إذ عصيتموه و ضيعتم أمره فالغم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 861