responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 859

(1) - «وَ تَنََازَعْتُمْ فِي اَلْأَمْرِ» أي اختلفتم «وَ عَصَيْتُمْ» أمر نبيكم في حفظ المكان «مِنْ بَعْدِ مََا أَرََاكُمْ مََا تُحِبُّونَ» من النصرة على الكفار و هزيمتهم و الظفر بهم و الغنيمة و أكثر المفسرين على أن المراد بالجميع يوم أحد و قال أبو علي الجبائي معناه أن تحسونهم يوم بدر حتى إذا فشلتم يوم أحد و تنازعتم و عصيتم يوم أحد من بعد ما أراكم ما تحبون يوم بدر و الأولى أن يكون حكاية عن يوم أحد على ما بيناه و جواب إذا هاهنا محذوف يدل الكلام عليه و تقديره حتى إذا فعلتم ذلك ابتلاكم و امتحنكم و رفع النصرة عنكم «مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ اَلدُّنْيََا» يعني الغنيمة و هم الذين أخلوا المكان الذي رتبهم النبي ص فيه و أمرهم بلزومه «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ اَلْآخِرَةَ» أراد عبد الله بن جبير و من ثبت مكانه أي يقصد بجهاده إلى ما عند الله و روي عن ابن مسعود قال ما كنت أدري أن أحدا من أصحاب رسول الله ص يريد الدنيا حتى نزلت فينا هذه الآية يوم أحد «ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ» قد ذكرنا في إضافة انصرافهم إلى الله سبحانه وجوه (أحدها) أنهم كانوا فريقين منهم من عصى بانصرافه و منهم من لم يعص لأنهم قلوا بعد انهزام تلك الفرقة فانصرفوا بإذن الله لئلا يقتلوا لأن الله تعالى أوجب ثبات المائة للمائتين‌فإذا نقصوا لا يجب عليهم ذلك فجاز أن يذكر الفريقين بأنه صرفهم و عفا عنهم يعني صرف بعضهم و عفا عن بعض عن أبي علي الجبائي (و ثانيها) أن معناه رفع النصرة عنكم و وكلكم إلى أنفسكم بخلافكم للنبي ص فانهزمتم عن جعفر بن حرب (و ثالثها) أن معناه لمن يأمركم بمعاودتهم من فورهم ليبتليكم بالمظاهرة في الإنعام عليكم و التخفيف عنكم عن البلخي و قوله «لِيَبْتَلِيَكُمْ» معناه ليختبركم أي يعاملكم معاملة المختبر مظاهرة في العدل و ذلك أنه تعالى إنما يجازي عباده على ما يفعلونه دون ما قد علمه منهم «وَ لَقَدْ عَفََا عَنْكُمْ» أي صفح عنكم بعد أن خالفتم أمر الرسول و قيل عفا عنكم تتبعهم بعد أن أمركم بالتتبع لهم عن البلخي قال لما بلغوا حمراء الأسد عفا عنهم في ذلك.

و قال أبو علي الجبائي هو خاص بمن لم يعص الله بانصرافه و الأولى أن يكون عاما في الجميع فإنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد عفا لهم عن المعصية «وَ اَللََّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ» أي ذو من و نعمة عليهم بنعم الدنيا و الدين و قيل بغفران ذنوبهم و قيل بأن لا يستأصلهم كما فعل بمن كان قبلهم‌ و روى الواحدي بإسناده عن سهل بن سعد الساعدي قال خرج رسول الله يوم أحد و كسرت رباعيته و هشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنته تغسل عنه الدم و علي بن أبي طالب (ع) يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألزمته الجرح فاستمسك الدم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 859
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست