responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 844

844

(1) - يمسحها و هي تلتئم بإذن الله كأن لم تكن‌ و عن ابن عباس قال لما كان يوم أحد صعد أبو سفيان الجبل فقال رسول الله ص اللهم أنه ليس لهم أن يعلونا فمكث أبو سفيان ساعة و قال يوما بيوم و أن الأيام دول و إن الحرب سجال فقال (ع) أجيبوه فقالوا لا سواء قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار فقال لنا عزى و لا عزى لكم فقال النبي (ص) و الله مولانا و لا مولى لكم فقال أبو سفيان أعل هبل فقال (ص) الله تعالى أعلى و أجل‌ «وَ تِلْكَ اَلْأَيََّامُ نُدََاوِلُهََا بَيْنَ اَلنََّاسِ» أي نصرفها مرة لفرقة و مرة عليها عن الحسن و قتادة و الربيع و السدي و ابن إسحاق و إنما يصرف الله الأيام بين المسلمين و بين الكفار بتخفيف المحنة عن المسلمين أحيانا و تشديدها عليهم أحيانا لا بنصرة الكفار عليهم لأن الله لا ينصر الكفار على المسلمين لأن النصرة تدل على المحبة و الله تعالى لا يحب الكافرين و إنما جعل الله الدنيا متقلبةلكيلا يطمئن المسلم إليها و لتقل رغبته فيها أو حرصه عليها إذ تفنى لذاتها و يطعن مقيمها و يسعى للآخرة التي يدوم نعيمها و إنما جعل الدولة مرة للمؤمنين و مرة عليهم ليدخل الناس في الإيمان على الوجه الذي يجب الدخول فيه كذلك و هو قيام الحجة فإنه لو كانت الدولة أبدا للمؤمنين لكان الناس يدخلون في الإيمان على سبيل اليمن و الفال على أن كل موضع حضره النبي (ص) لم يخل من ظفر إما في ابتداء الأمر و إما في انتهائه و إنما لم يستمر ذلك لما بيناه و قوله «وَ لِيَعْلَمَ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا» المفعول الثاني ليعلم محذوف و تقديره و تلك الأيام نداولها بين الناس لوجوه من المصالح و ضروب من الحكمة و ليعلم الله الذين آمنوا متميزين بالإيمان من غيرهم و على هذا لا يكون يعلم بمعنى يعرف لأنه ليس المعنى أنه يعرف الذوات بل المعنى أنه يعلم تميزها بالإيمان و يجوز أن يكون المعنى ليعلم الله الذين آمنوا بما يظهر من صبرهم على جهاد عدوهم أي يعاملهم معاملة من يعرفهم بهذه الحال و إذا كان الله تعالى يعلمهم قبل إظهارهم الإيمان كما يعلمهم بعده فإنما يعلم قبل الإظهار أنهم سيميزون فإذا أظهروه علمهم متميزين و يكون التغير حاصلا في المعلوم لا في العالم كما أن أحدنا يعلم الغد قبل مجيئه على معنى أنه سيجي‌ء فإذا جاء علمه جائيا و علمه يوما لا غدا فإذا انقضى فإنما يعلمه الأمس لا يوما و لا غدا و يكون التغير واقعا في المعلوم لا في العالم و قيل معناه و ليعلم أولياء الله الذين آمنوا و إنما أضاف إلى نفسه تفخيما و قيل معناه ليظهر المعلوم من صبر من يصبر و جزع من يجزع و إيمان من يؤمن و قيل ليظهر المعلوم من الإخلاص و النفاق و معناه ليعلم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 844
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست