responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 837

(1) - كانت الجنة عرضها كعرض السماء و الأرض فأين تكون النار فجوابه أنه‌ روي أن النبي (ص) سئل عن ذلك فقال سبحان الله إذا جاء النهار فأين الليل‌ و هذه معارضة فيها إسقاط المسألة لأن القادر على أن يذهب بالليل حيث شاء قادر على أن يخلق النهار حيث شاء و يسأل أيضا فيقال إذا كانت الجنة في السماء فكيف يكون لها هذا العرض و الجواب أنه قيل أن الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش عن أنس بن مالك و قيل إن الجنة فوق السماوات السبع و النار تحت الأرضين السبع عن قتادة و قيل إن معنى قولهم أن الجنة في السماء أنها في ناحية السماء و جهة السماء لا أن السماء تحويها و لا ينكر أن يخلق الله في العلو أمثال السماوات و الأرضين فإن صح الخبر أنها في السماء الرابعة كان كما يقال في الدار بستان لاتصاله بها و كونه في ناحية منها أو يشرع إليها بابها و إن كان أضعاف الدار و قيل أن الله يريد في عرضها يوم القيامة فيكون المراد عرضها السماوات و الأرض يوم القيامة لا في الحال عن أبي بكر أحمد بن علي مع تسليم أنها في السماء و قوله «أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» أي المطيعين لله و لرسوله لاجتنابهم المقبحات و فعلهم الطاعات و يجوز لاحتجازهم بالطاعة عن العقوبة و إنما أضيفت إلى المتقين لأنهم المقصودون بها و إن دخلها غيرهم من الأطفال و المجانين‌فعلى وجه التبع و كذلك حكم الفساق لو عفي عنهم و قيل معناه أنه لو لا المتقون لما خلقت الجنة كما يقال وضعت المائدة للأمير و هذا يدل على أن الجنة مخلوقة اليوم لأنها لا تكون معدة إلا و هي مخلوقة} «اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي اَلسَّرََّاءِ وَ اَلضَّرََّاءِ» صفة للمتقين و في معنى السراء و الضراء قولان (أحدهما) أن معناه في اليسر و العسر عن ابن عباس أي في حال كثرة المال و قلته (و الثاني) في حال السرور و الاغتمام أي لا يقطعهم شي‌ء من ذلك عن إنفاق المال في وجوه البر «وَ اَلْكََاظِمِينَ اَلْغَيْظَ» أي المتجرعين للغيظ عند امتلاء نفوسهم منه فلا ينتقمون ممن يدخل عليهم الضرر بل يصبرون على ذلك «وَ اَلْعََافِينَ عَنِ اَلنََّاسِ» يعني الصافحين عن الناس المتجاوزين عما يجوز العفو و التجاوز عنه مما لا يؤدي إلى الإخلال بحق الله تعالى و قيل العافين عن المملوكين «وَ اَللََّهُ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ» أي من فعل ذلك فهو محسن و الله يحبه بإيجاب الثواب له و يحتمل أن يكون الإحسان شرطا مضموما إلى هذه الشرائط قال الثوري الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك فأما من أحسن إليك فإنه متاجرة كنقد السوق خذ مني و هات.

[فصل‌]

فأول ما عدد الله من أخلاق أهل الجنة السخاء و مما يؤيد ذلك من الأخبار ما رواه أنس بن مالك عن النبي (ص) أنه قال السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 837
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست