responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 836

(1) -

المعنى‌

لما حذر الله تعالى عن الأفعال الموجبة للعقاب عقبه بالحث على الأفعال الموجبة للثواب فقال «وَ سََارِعُوا» أي بادروا «إِلى‌ََ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» باجتناب معاصيه و معناه إلى الأعمال التي توجب المغفرة و اختلف في ذلك فقيل سارعوا إلى الإسلام عن ابن عباس و قيل‌ إلى أداء الفرائض عن علي بن أبي طالب (ع) و قيل إلى الهجرة عن أبي العالية و قيل إلى التكبيرة الأولى عن أنس بن مالك و قيل إلى أداء الطاعات عن سعيد بن جبير و قيل إلى الصلوات الخمس عن يمان و قيل إلى الجهاد عن الضحاك و قيل إلى التوبة عن عكرمة «وَ جَنَّةٍ» أي و إلى جنة «عَرْضُهَا اَلسَّمََاوََاتُ وَ اَلْأَرْضُ» و اختلف في معناه على أقوال أحدها أن المعنى عرضها كعرض السماوات السبع و الأرضين السبع إذا ضم بعض ذلك إلى بعض عن ابن عباس و الحسن و اختاره الجبائي و البلخي و إنما ذكر العرض بالعظم دون الطول لأنه يدل على أن الطول أعظم من العرض و ليس كذلك لو ذكر الطول دون العرض و مثل الآية قوله‌ «مََا خَلْقُكُمْ وَ لاََ بَعْثُكُمْ إِلاََّ كَنَفْسٍ وََاحِدَةٍ» و معناه إلا كخلق و بعث نفس واحدة و قال الشاعر:

كان غديرهم بجنوب سلي # نعام قاق في بلد قفار

أي عذير نعام و قال آخر:

حسبت بغام راحلتي عناقا # و ما هي ويب غيرك بالعناق‌

أي صوت عناق و ثانيها أن معناه ثمنها لو بيعت كثمن السماوات و الأرض لو بيعتا كما يقال عرضت هذا المتاع للبيع و المراد بذلك عظم مقدارها و جلالة قدرها و أنه لا يساويها شي‌ء و إن عظم عن أبي مسلم الأصفهاني و هذا وجه مليح إلا أن فيه تعسفا و ثالثها أن عرضها لم يرد به العرض الذي هو خلاف الطول و إنما أراد سعتها و عظمها و العرب إذا وصفت الشي‌ء بالسعة وصفته بالعرض قال امرؤ القيس :

بلاد عريضة و أرض أريضة # مواقع عيث في فضاء عريض‌

و قال ذو الرمة :

فأعرض في المكارم و استطالا

أي توسع فيها و يسأل فيقال إذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 836
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست