responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 832

832

(1) - يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» و قيل أنه استأذن ربه في يوم أحد في الدعاء عليهم فنزلت الآية فلم يدع عليهم بعذاب الاستيصال و إنما لم يؤذن له فيه لما كان في المعلوم من توبة بعض عن أبي علي الجبائي و قيل أراد رسول الله (ص) أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد فنهاه الله عن ذلك و تاب عليهم و نزلت الآية «لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ» أي ليس لك أن تلعنهم و تدعو عليهم عن عبد الله بن مسعود و قيل لما رأى رسول الله (ص) و المسلمون ما فعل بأصحابه و بعمه حمزة من المثلة من جدع الأنوف و الآذان و قطع المذاكير قالوا لئن أدالنا الله منهم لنفعلن بهم مثل ما فعلوا بنا و لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط فنزلت الآية عن محمد بن إسحاق و الشعبي و قيل نزلت في أهل بئر معونة و هم سبعون رجلا من قراء أصحاب رسول الله و أميرهم المنذر بن عمرو بعثهم رسول الله (ص) إلى بئر معونة في صفر سنة أربع من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد ليعلموا الناس القرآن و العلم فقتلهم جميعا عامر بن الطفيل و كان فيهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فوجد رسول الله (ص) من ذلك وجدا شديدا و قنت عليهم شهرا فنزل «لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ» عن مقاتل و الأصح أنها نزلت في أحد لأن أكثر العلماء عليه و يقتضيه سياق الكلام و إنما قال «لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ» مع أن له (ص) أن يدعوهم إلى الله و يؤدي إليهم بتبليغهم لأن معناه ليس لك شي‌ء من أمر عقابهم و استيصالهم أو الدعاء عليهم أو لعنهم حتى تقع إنابتهم فجاء الكلام على الإيجاز لأن المعنى مفهوم لدلالة الكلام عليه و أيضا فإنه لا يعتد بما له (ص) في تدبيرهم مع تدبير الله لهم فكأنه قال ليس لك من الأمر شي‌ء على وجه من الوجوه و قوله «أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ» قيل في معناه وجهان أحدهما أو يلطف لهم بما يقع معه توبتهم فيتوب عليهم بلطفه لهم و الآخر أو يقبل توبتهم إذا تابوا كقوله‌ غََافِرِ اَلذَّنْبِ وَ قََابِلِ اَلتَّوْبِ و لا يصح هذه الصفة إلا لله تعالى لأنه يملك الجزاء بالثواب و العقاب «أَوْ يُعَذِّبَهُمْ» أي يعذبهم الله تعالى إن لم يتوبوا «فَإِنَّهُمْ ظََالِمُونَ» أي مستحقون للعذاب بظلمهم و في هذه الآية دلالة على أن ما يتعلق بالنصر و الظفر و قبول التوبة و التعذيب فإنما هو إلى الله و ليس للنبي (ص) من ذلك شي‌ء و إنما إليه الهداية و الدعاء فكأنه قال لا ترفع عنهم السيف إلى أن يتوبوا فيتوب عليهم أو يقوموا على كفرهم فيعذبهم بظلمهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 832
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست