responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 829

(1) - فأوحى الله إلى نبيه ص أن يأمر أصحابه بالتهيؤ للرجوع إليهم و قال لهم‌ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ اَلْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ثم قال إن صبرتم على الجهاد و راجعتم الكفار أمدكم الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين فأخذوا في الجهاد و خرجوا يتبعون الكفار على ما كان بهم من الجراح فأخبر المشركين من مر برسول الله أنه خرج يتبعكم‌فخاف المشركون أن رجعوا أن تكون الغلبة للمسلمين و أن يكون قد التام إليهم من كان تأخر عنهم و انضم إليهم غيرهم فدسوا نعيم بن مسعود الأشجعي حتى يصدهم بتعظيم أمر قريش و أسرعوا في الذهاب إلى مكة و كفى الله المسلمين أمرهم و القصة معروفة و لذلك قال قوم من المفسرين إن جميعهم ثمانية آلاف و قال الحسن خمسة آلاف جميعهم منهم ثلاثة آلاف المنزلين على أن الظاهر يقتضي أن الأمداد بثلاثة آلاف كان يوم بدر لأن قوله إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ الآية يتعلق بقوله وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللََّهُ بِبَدْرٍ الآية ثم استأنف حكم يوم أحد فقال بَلى‌ََ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هََذََا أي إن يرجعوا إليكم بعد انصرافهم أمدكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين و هذا قول البلخي رواه عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال لم يمدوا يوم أحد و لا بملك واحد و على هذا فلا تنافي بين الآيتين فمتى يسأل كيف لم يمدوا بالملائكة في سائر الحروب فالجواب أن ذلك تابع للمصلحة فإذا علم الله في إمدادهم المصلحة أمدهم و قوله «مُسَوِّمِينَ» بالكسر أي معلمين أعلموا أنفسهم و مسومين بالفتح سومهم الله أي أعلمهم قال ابن عباس و الحسن و قتادة و غيرهم كانوا أعلموا بالصوف في نواصي الخيل و أذنابها و قال عروة نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق و عليهم عمائم صفر و قال علي و ابن عباس كانت عليهم عمائم بيض و أرسلوا أذنابها بين أكتافهم‌ قال السدي معنى مسومين بالفتح مرسلين من الناقة السائمة أي المرسلة في المرعى‌} «وَ مََا جَعَلَهُ اَللََّهُ إِلاََّ بُشْرى‌ََ لَكُمْ» أي و ما جعل الله الأمداد و الوعد به فالهاء عائدة على غير مذكور باسمه و هو معلوم بدلالته عليه لأن يمدد يدل على الأمداد و «بُشْرى‌ََ لَكُمْ» أي بشارة لكم لتستبشروا به و لتطمئن قلوبكم به أي و لتسكن قلوبكم فلا تخافوا كثرة عدد العدو و قلة عددكم «وَ مَا اَلنَّصْرُ» أي و ما المعونة «إِلاََّ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ» و معناه أن الحاجة إلى الله تعالى لازمة في المعونة و إن أمدكم بالملائكة فلا استغناء لكم عن معونته طرفة عين في تقوية قلوبكم و خذلان عدوكم بضعف قلوبهم إلى غير ذلك و قيل إن معناه و ما هذا النصر إلا بإمداد الملائكة إلا من عند الله «اَلْعَزِيزِ» أي القادر على انتقامه من الكفار بأيدي المؤمنين «اَلْحَكِيمِ» في تدبيره للمؤمنين و للعالمين و إنما قال ذلك ليعلمهم أن حربهم للمشركين إنما هو لإعزاز الدين و قيل العزيز المنيع باقتداره و الحكيم في تدبيره للخلق.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 829
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست