نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 818
(1) -
اللغة
يقال أغنى عنه إذا دفع عنه ضررا لولاه لنزل به و إذا قيل أغناه كذا عن كذا أفاد أن أحد الشيئين صار بدلا من الآخر في نفي الحاجة و الغنى الاختصاص بما ينفي الحاجة فإن اختص بمال ينفي الحاجة فذلك غني و كذلك الغنى بالجاه و الأصحاب و غير ذلك فأما الغني في صفات الله فهو اختصاصه بكونه قادرا على وجه لا يعجزه شيء و قولنا فيه أنه غني معناه أنه لا تجوز عليه الحاجة أصحاب النار إنما سموا بذلك لملازمتهم فيها كما يقال هؤلاء أصحاب الصحراء إذا كانوا ملازمين لها و قد يقال أصحاب العقار بمعنى ملاكه و أصحاب الرجل أتباعه و أعوانه و أصحاب العالم المتعلمون منه فالإضافات مختلفة و أصل المصاحبة الملازمة و النار أصله من النور و هو جسم لطيف فيه حرارة و نور و اعتماد علوي و الريح واحدة الرياح و منه الروح لدخول الريح الطيبة على النفس و كذلك الارتياح و التروح و الراحة من التعب و منه الروح لأنها كالريح في اللطافة و منه الرائحة لأن الريح تحملها إلى الحس و الصر البرد الشديد و أصله من الصرير و هو الصوت قال الزجاج الصر صوت لهب النار التي كانت في تلك الريح و يجوز أن يكون الصر صوت الريح الباردة الشديدة و ذلك من صفات الشمال فإنها توصف بأن لها قعقعة و الصرة شدة الصياح .
المعنى
لما تقدم وصف المؤمنين عقبه سبحانه ببيان حال الكافرين فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بالله و رسوله لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ» أي لن تدفع عنهم «أَمْوََالُهُمْ وَ لاََ أَوْلاََدُهُمْ مِنَ» عذاب «اَللََّهِ شَيْئاً» و إنما خص الأموال و الأولاد بالذكر لأن هذين معتمد الخلق و أعز الأشياء عليهم فإذا لم يغنيا عن الإنسان شيئا فغيرهما غناؤه أبعد «وَ أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلنََّارِ» أي ملازموها «هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ» أي دائمون ثم ضرب مثلا لإنفاقهم فقال} «مَثَلُ مََا يُنْفِقُونَ» أي شبه ما ينفقون من أموالهم «فِي هََذِهِ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» قيل هو ما ينفقون على الكفار في عداوة الرسول و قيل هو ما أنفقه أبو سفيان و أصحابه ببدر و أحد لما تظاهروا على النبي ص و قيل هو ما أنفقه سفلة اليهود على علمائهم و قيل هو مثل لجميع صدقات الكفار و نفقاتهم في الدنيا عن مجاهد و في الآية حذف و تقديره مثل إهلاك ما ينفقون «كَمَثَلِ» إهلاك «رِيحٍ» فيها صر فحذف الإهلاك لدلالة آخر الكلام عليه و فيه تقدير آخر مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح فيكون تشبيه ذلك الإنفاق من الحرث بالريح «فِيهََا صِرٌّ» قيل برد شديد عن ابن عباس و الحسن و قتادة و جماعة و قيل السموم الحارة القاتلة عن ابن عباس أيضا «أَصََابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ» أي زرع قوم «ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» بالمعاصي فظلمهم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 818