نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 817
(1) -
القراءة
قرأ أهل الكوفة إلا أبا بكر بالياء فيهما و الباقون بالتاء إلا أبا عمرو فإنه كان يحير.
الحجة
وجه القراءة بالياء أن يكون كناية عمن تقدم ذكره من أهل الكتاب ليكون الكلام على طريقة واحدة و وجه التاء أنه خلطهم بغيرهم من المكلفين و يكون خطابا للجميع في أن حكمهم واحد.
الإعراب
«وَ مََا يَفْعَلُوا» ما للمجازاة و يفعلوا مجزوم بالشرط و إنما جوزي بما و لم يجاز بكيف لأن ما أمكن من كيف لأنها تكون معرفة و نكرة لأنها للجنس و كيف لا تكون إلا نكرة لأنها للحال و الحال لا يكون إلا نكرة لأنها للفائدة.
المعنى
«و ما تفعلوا من خير» أي من طاعة «فلن تكفروه» أي لم يمنع عنكم جزاؤه و سمي منع الجزاء كفرا على الاتساع لأنه بمنزلة الجحد و الستر له و معناه لا تجحد طاعتكم و لا تستر بمنع الجزاء و هذا كما يوصف الله تعالى بأنه شاكر و حقيقة أنه يثبت على الطاعة ثواب الشاكرين على النعمة فلما استعير للثواب الشكر استعير لنقيضه من منع الثواب الكفر لأن الشكر في الأصل هو الاعتراف بالنعمة و الكفر ستر النعمة في المنعم عليه بتضييع حقها «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ» أي بأحوالهم فيجازيهم و إنما خص المتقين بالذكر و إن كان عليما بالكل لأن الكلام اقتضى ذكر جزاء المتقين فنبه بذلك على أنه لا يضيع شيء من عملهم قل أم كثر لأن المجازي عليهم بكل ذلك و هذه الآية تدل على أن شيئا من أعمال الخير و الطاعة لا يبطل البتة خلافا لقول من قال بالإحباط.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 817