نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 806
806
(1) - أَعْدََاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ» بجمعكم على الإسلام و رفع البغضاء و الشحناء عن قلوبكم «فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ» أي بنعمة الله «إِخْوََاناً» متواصلين و أحبابا متحابين بعد أن كنتم متحاربين متعادين و صرتم بحيث يقصد كل واحد منكم مراد الآخرين لأن أصل الأخ من توخيت الشيء إذا قصدته و طلبته «وَ كُنْتُمْ عَلىََ شَفََا حُفْرَةٍ مِنَ اَلنََّارِ» أي و كنتم يا أصحاب محمد (ص) على طرف حفرة من جهنم لم يكن بينها و بينكم إلا الموت فأنقذكم الله منها بأن أرسل إليكم رسولا و هداكم للإيمان و دعاكم إليه فنجوتم بإجابته من النار و إنما قال «فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهََا» و إن لم يكونوا فيها لأنهم كانوا بمنزلة من هو فيها من حيث كانوا مستحقين لدخولها قال أبو الجوزاء قرأ ابن عباس «وَ كُنْتُمْ عَلىََ شَفََا حُفْرَةٍ مِنَ اَلنََّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهََا» و أعرابي يسمع فقال و الله ما أنقذهم منها و هو يريد أن يقحمهم فيها فقال ابن عباس اكتبوها من غير فقيه «كَذََلِكَ يُبَيِّنُ اَللََّهُ لَكُمْ آيََاتِهِ» أي مثل البيان الذي تلي عليكم يبين الله لكم الآيات أي الدلالات و الحجج فيما أمركم به و نهاكم عنه «لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» أي لكي تهتدوا إلى الحق و الصواب.
ـ
اللغة
الأمة اشتقاقها من الأم الذي هو القصد في اللغة تستعمل على ثمانية أوجه منها الجماعة و منها اتباع الأنبياء لاجتماعهم على مقصد واحد و منها القدوة لأنه يأتم به الجماعة و منها الدين و الملة كقوله «إِنََّا وَجَدْنََا آبََاءَنََا عَلىََ أُمَّةٍ» * و منها الحين و الزمان كقوله تعالى «وَ اِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» و إِلىََ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ و منها القامة يقال رجل حسن الأمة أي القامة و منها النعمة و منها الأمة بمعنى الأم.
الإعراب
«مِنْكُمْ أُمَّةٌ» من هاهنا للتبعيض على قول أكثر المفسرين لأن الأمر بالمعروف و إنكار المنكر ليسا بفرضين على الأعيان و هما من فروض الكفايات فأي فرقة قامت بهما سقطا عن الباقين و من قال إنهما من فروض الأعيان قال أن من هاهنا للتبيين و لتخصيص المخاطبة دون سائر الأجناس كقوله فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثََانِ و قول الشاعر:
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 806