responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 789

(1) - و إنما دخله معنى الإنكار مع أن أصله الاستفهام لأن المسئول يسأل عن أغراض مختلفة فقد يسأل للتعجيز عن إقامة البرهان و قد يسأل للتوبيخ مما يظهر من معنى الجواب في السؤال و قد يسأل لما يظهر فيه من الإنكار و إنما عطف قوله «شَهِدُوا» و هو فعل على إيمانهم و هو اسم لأن الإيمان مصدر و المراد به الفعل و التقدير بعد أن آمنوا و شهدوا و أجمعين تأكيد للناس و دخلت الفاء في قوله «فَإِنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لأنه يشبه الجزاء إذ كان الكلام قد تضمن معنى إن تابوا فإن الله يغفر لهم و لا يجوز أن يكون في موضع خبر الذين لأن الذين في موضع نصب بالاستثناء من الجملة التي هي قوله «أُولََئِكَ جَزََاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اَللََّهِ» و لا يحمل على المنقطع مع حسن الاتصال لأنه الأصل في الكلام و الأسبق إلى الأفهام.

النزول‌

قيل‌ نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له حارث بن سويد بن الصامت و كان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا و هرب و ارتد عن الإسلام و لحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله ص هل لي من توبة فسألوا فنزلت الآية إلى قوله «إِلاَّ اَلَّذِينَ تََابُوا» فحملها إليه رجل من قومه فقال إني لأعلم أنك لصدوق و رسول الله أصدق منك و أن الله أصدق الثلاثة و رجع إلى المدينة و تاب و حسن إسلامه عن مجاهد و السدي و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و قيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي ص قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعثة حسدا و بغيا عن الحسن و الجبائي و أبي مسلم .

المعنى‌

لما بين تعالى أن الإسلام هو الدين الذي به النجاة بين حال من خالفه فقال «كَيْفَ يَهْدِي اَللََّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمََانِهِمْ» فيه وجوه (أحدها) أن معناه كيف يسلك الله بهم سبيل المهتدين بالإثابة لهم و الثناء عليهم و قد كفروا بعد إيمانهم- (و ثانيها) أنه على طريق التبعيد كما يقال كيف أهديك إلى الطريق و قد تركته أي لا طريق يهديهم به إلى الإيمان إلا من الوجه الذي هداهم به و قد تركوه و لا طريق غيره- (و ثالثها) أن المراد كيف يهديهم الله إلى الجنة و يثيبهم و الحال هذه و قوله «وَ شَهِدُوا أَنَّ اَلرَّسُولَ حَقٌّ» عطف على قوله «بَعْدَ إِيمََانِهِمْ» دون قوله «كَفَرُوا» و تقديره بعد أن آمنوا و شهدوا أن الرسول حق «وَ جََاءَهُمُ اَلْبَيِّنََاتُ» أي البراهين و الحجج و قيل القرآن و قيل جاءهم ما في كتبهم من البشارة لمحمد «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظََّالِمِينَ» أي لا يسلك بالقوم الظالمين مسلك المهتدين و لا يثيبهم و لا يهديهم إلى طريق الجنة لأن المراد الهداية المختصة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 789
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست