نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 787
(1) - يجوز أن تقول أتاني كلاما أي متكلما لأن الكلام ليس بضرب من الإتيان و الركض ضرب منه.
النزول
عن ابن عباس قال اختصم أهل الكتاب إلى رسول الله ص فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم كل فرقة زعمت أنهم أولى بدينه فقال النبي ص كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا و قالوا و الله ما نرضى بقضائك و لا نأخذ بدينك فأنزل الله «أَ فَغَيْرَ دِينِ اَللََّهِ يَبْغُونَ» .
المعنى
لما بين سبحانه بطلان اليهودية و سائر الملل غير الإسلام بين عقيبه أن من يبتغ غير دينه فهو ضال لا يجوز القبول منه فقال «أَ فَغَيْرَ دِينِ اَللََّهِ يَبْغُونَ» أي أ فبعد هذه الآيات و الحجج يطلبون دينا غير دين الله «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» قيل فيه أقوال (أحدها) أن معناه أسلم من في السماوات و الأرض بحاله الناطقة عنه الدالة عليه عند أخذ الميثاق عليه عن ابن عباس (و ثانيها) أسلم أي أقر بالعبودية و إن كان فيهم من أشرك بالعبادة كقوله تعالى «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اَللََّهُ» و معناه ما ركب الله في عقول الخلائق من الدعاء إلى الإقرار له بالربوبية ليتنبهوا على ما فيه من الدلالة عن مجاهد و أبي العالية (و ثالثها) أسلم المؤمن طوعا و الكافر كرها عند موتهكقوله «فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمََانُهُمْ لَمََّا رَأَوْا بَأْسَنََا» عن قتادة و اختاره البلخي و معناه التخفيف لهم من التأخر عما هذه سبيله (و رابعها) أن معناه استسلم له بالانقياد و الذكر كقوله «قََالَتِ اَلْأَعْرََابُ آمَنََّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لََكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنََا» أي استسلمنا عن الشعبي و الجبائي و الزجاج (و خامسها) أن معناه أكره أقوام على الإسلام و جاء أقوام طائعين عن الحسن و هو المروي عن أبي عبد الله قال كرها أي فرقا من السيف و قال الحسن و المفضل الطوع لأهل السماوات خاصة و أما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا و منهم من أسلم كرها «و إليه ترجعون» أي إلى جزائه تصيرون فبادروا إلى دينه و لا تخالفوا الإسلام} «قُلْ آمَنََّا بِاللََّهِ» خطاب للنبي ص و أمر له بأن يقول عن نفسه و عن أمته «آمَنََّا بِاللََّهِ»«وَ مََا أُنْزِلَ عَلَيْنََا» الآية كما يخاطب رئيس قوم بأن يقول عن نفسه و عن رعيته و قد سبق معنى الآية في سورة البقرة فإن قيل ما معنى قوله «وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» بعد ما سبق من الإقرار بالإيمان على التفصيل قلنا معناه و نحن له مسلمون بالطاعة و الانقياد في جميع ما أمر به و نهي عنه و أيضا فإن أهل الملل المخالفة للإسلام كانوا يقرون كلهم بالإيمان و لكن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 787