نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 785
(1) - «لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ» أي لتؤمنن بالرسول و لتنصرنه أو يريد لتؤمنن بالذي آتيتكموه و لتنصرن الرسول و على هذا يكون المعنى أنه إنما أخذ الميثاق على الأنبياء ليصدق بعضهم بعضا و يأمر بعضهم بالإيمان ببعض و يكون النصرة بالتصديق و الحجة و هو المروي عن الحسن و سعيد بن جبير و طاووس و إذا كانت ما للجزاء فتقديره أي شيء آتيتكم و مهما آتيتكم من كتاب لتؤمنن فالشرط إيتاؤه إياهم الكتاب و الحكمة و مجيء الرسول و الجزاء القسم و المقسم عليه و هو قوله «لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ» فأغنى جواب القسم عن الجزاء كقوله لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و قوله «مِنْ كِتََابٍ» من هذه للتبيين لما نحو قولك ما عندك من ورق و عين و هذا خاتم من فضة و يكون على هذا تقديره أن الله تعالى قال لهم مهما أوتيكم كتابا و حكمة ثم يجيئكم به رسول مصدق لما معكم من ذلك الكتاب و الحكمة و الله لتؤمنن به و لتنصرنه فأقروا بذلك و أعطوا عليه مواثيقهم و هذا أشبه بما ذكر أن الميثاق أخذ على الأنبياء ليأخذوا على أممهم بتصديق محمد إذا بعث و يأمروهم بنصرته على أعدائه إن أدركوه و هو المروي عن علي و ابن عباس و قتادة و السدي و اختاره أبو علي الجبائي و أبو مسلم و يكون معنى قوله «جََاءَكُمْ» جاء أممكم و أتباعكم و إنما خرج الكلام على النبيين لأن ما لزمهم لزم أممهم و من قرأ لما آتيتكم بكسر اللام فالمعنى أخذ الله ميثاقهم لما أوتوه أي لأجل ما أوتوه من الكتاب و الحكمة و لأنهم الأفاضل و خيار الناس و يكون اللام للتعليل فيقتضي أن يكون الإيتاء سابقا لأخذ الميثاق و قوله «لَتُؤْمِنُنَّ» متعلق بأخذ الميثاقو هو في الحاصل راجع إلى معنى الشرط و الجزاء و قوله «وَ لَتَنْصُرُنَّهُ» أي البشارة للأمم به قال أي قال الله لأنبيائه «أَ أَقْرَرْتُمْ» به و صدقتموه «وَ أَخَذْتُمْ عَلىََ ذََلِكُمْ إِصْرِي» معناه و قبلتم على ذلكم عهدي و نظيره إِنْ أُوتِيتُمْ هََذََا فَخُذُوهُ و قيل معناه و أخذتم العهد بذلك على أممكم «قََالُوا» أي قال الأنبياء و أممهم «أَقْرَرْنََا» بما أمرتنا بالإقرار به «قََالَ» الله «فَاشْهَدُوا» بذلك على أممكم «وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ»عليكم و على أممكم عن علي و قيل فاشهدوا أي فاعلموا ذلك أنا معكم أعلم عن ابن عباس و قيل معناه ليشهد بعضكم على بعض و قيل قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فيكون ذلك كناية عن غير مذكور عن سعيد بن المسيب و هذه الآية من مشكلات آيات القرآن و قد غاص النحويون في وجوه إعرابها و تحقيقها و شقوا الشعر في تدقيقها و لا تراها في موضع أوجز لفظا و أكثر فائدة و أشد تهذيبا مما ذكرته هنا و بالله التوفيق} «فَمَنْ تَوَلََّى بَعْدَ ذََلِكَ» أي فمن أعرض عن الإيمان بمحمد بعد هذه الدلالات و الحجج و بعد أخذ الميثاق على النبيين الذين سبق ذكرهم و المقصود بهذه الأمم دون النبيين لأنه قد مضى أزمانهم و جاز ذلك لأن أخذ الميثاق على
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 785