responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 775

(1) - «قُلْ إِنَّ اَلْهُدى‌ََ هُدَى اَللََّهِ أَنْ يُؤْتى‌ََ أَحَدٌ مِثْلَ مََا أُوتِيتُمْ» أيها المسلمون كقوله‌ «يُبَيِّنُ اَللََّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا» أي أن لا تضلوا و إن لا يحاجوكم عند ربكم لأنه لا حجة لهم و يكون هدى الله بدلا من الهدى و الخبر أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم و هذا قول السدي و ابن جريج و قال أبو العباس المبرد أن لا ليست مما تحذف هاهنا و لكن الإضافة هنا معلومة فحذفت الأول و أقيمت الثانية مقامه و المعنى «قُلْ إِنَّ اَلْهُدى‌ََ هُدَى اَللََّهِ» كراهة «أَنْ يُؤْتى‌ََ أَحَدٌ مِثْلَ مََا أُوتِيتُمْ» أي مما خالف دين الله لأن الله لا يهدي من هو كاذب كفار فهدى الله بعيد من غير المؤمنين و كذلك تقدير قوله‌ يُبَيِّنُ اَللََّهُ لَكُمْ كراهة أن تضلوا و قال قوم أن تقديره قل يا محمد أن الهدى إلى الخير هدى الله فلا تجحدوا أيها اليهود أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من النبوة «أَوْ» أن «يُحََاجُّوكُمْ» بذلك «عِنْدَ رَبِّكُمْ» إن لم تقبلوا ذلك منهم عن قتادة و الربيع و الجبائي و قيل «إِنَّ اَلْهُدى‌ََ هُدَى اَللََّهِ» معناه أن الحق ما أمر الله به ثم فسر الهدى فقال «أَنْ يُؤْتى‌ََ أَحَدٌ مِثْلَ مََا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحََاجُّوكُمْ» فالمؤتى هو الشرع و ما يحاج به هو العقل و تقدير الكلام أن هدى الله ما شرع أو ما عهد به في العقل فهذه أربعة أقوال (و ثالثها) أن يكون الكلام من أول الآية إلى آخرها لله تعالى و تقديره و لا تؤمنوا أيها المؤمنون إلا لمن تبع دينكم و هو دين الإسلام‌و لا تصدقوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الدين فلا نبي بعد نبيكم و لا شريعة بعد شريعتكم إلى يوم القيامة و لا تصدقوا بأن يكون لأحد حجة عليكم عند ربكم لأن دينكم خير الأديان و «إِنَّ اَلْهُدى‌ََ هُدَى اَللََّهِ» و «إِنَّ اَلْفَضْلَ بِيَدِ اَللََّهِ» فتكون الآية كلها خطابا للمؤمنين من الله تعالى عند تلبيس اليهود عليهم لئلا يزلوا و يدل عليه ما قاله الضحاك أن اليهود قالوا إنا نحاج عند ربنا من خالفنا في ديننا فبين الله تعالى أنهم هم المدحضون المغلوبون و أن المؤمنين هم الغالبون و قوله «قُلْ إِنَّ اَلْفَضْلَ بِيَدِ اَللََّهِ» قيل يريد به النبوة و قيل الحجج التي أوتيها محمد (ص) و من معه و قيل نعم الدين و الدنيا و قوله «بِيَدِ اَللََّهِ» أي في ملكه و هو القادر عليه العالم بمحله «يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ» و في هذه دلالة على أن النبوة ليست بمستحقة و كذلك الإمامة لأن الله سبحانه علقه بالمشيئة «وَ اَللََّهُ وََاسِعٌ» الرحمة جواد و قيل واسع المقدور يفعل ما يشاء «عَلِيمٌ» بمصالح الخلق و قيل يعلم حيث يجعل رسالته‌} «يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشََاءُ وَ اَللََّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ» مر تفسيره في سورة البقرة في العشر التي بعد المائة و في هذه الآيات معجزة باهرة لنبينا إذ فيها إخبار عن سرائر القوم التي لا يعلمها إلا علام الغيوب و فيها دفع لمكائدهم و لطف للمؤمنين في الثبات على عقائدهم.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 775
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست