نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 771
(1) - يقال أرادوا لو يضلونكم لأن الإرادة يجري مجرى الاستدعاء إلى الفعل أو مجرى العلة في ترتيب الفعل فأما التمني فهو تقرير شيء في النفس يستمتع بتقريره و الفرق بين ود لو تضله و بين ود إن تضله أن أن للاستقبال و ليس كذلك لو.
المعنى
ثم بين سبحانه أن هؤلاء كما ضلوا دعوا إلى الضلال فقال «وَدَّتْ» أي تمنت و قيل أرادت «طََائِفَةٌ» أي جماعة «مِنْ أَهْلِ اَلْكِتََابِ» أي من اليهود و النصارى و قيل من اليهود خاصة «لَوْ يُضِلُّونَكُمْ» أي يهلكونكم بإدخالكم في الضلال و دعائكم إليه و يستعمل الضلال بمعنى الهلاك نحو قوله «أَ إِذََا ضَلَلْنََا فِي اَلْأَرْضِ» و معناه هلكنا و بطلت صورنا «وَ مََا يُضِلُّونَ إِلاََّ أَنْفُسَهُمْ» معناه لا يرجع وبال إضلالهم إلا على أنفسهم و لا يلحق ضرره إلا بهم فإن المسلمين لا يجيبونهم إلى ما يدعونهم إليه من ترك الإسلام إلى غيره من الأديان فيبقى عليهم إثم الكفر و وبال الدعاء إلى الكفر و قيل معناه و ما يهلكون إلا أنفسهم أي لا يعتد بما يحصل لغيرهم من الهلاك في جنب ما يحصل لهم «وَ مََا يَشْعُرُونَ» أي و ما يعلمون أن وبال ذلك يعود إليهم و قيل و ما يشعرون أن الله تعالى يدل المؤمنين على ضلالهم و إضلالهم و قيل و ما يشعرون أنهم ضلال لجهلهم عن أبي علي الجبائي .
ـ
الإعراب
لم أصله لما حذفت الألف لاتصالها بالحرف الجار مع وقوعها ظرفا و لدلالة الفتحة عليها و كذلك بم و عم.
المعنى
ثم خاطب الله الفريقين فقال «يََا أَهْلَ اَلْكِتََابِ لِمَ تَكْفُرُونَ» بما يتلى عليكم من «آيات الله» يعني القرآن «وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» أي تعلمون و تشاهدون ما يدل على صحتها و وجوب الإقرار بها من التوراة و الإنجيل إذ فيهما ذكر النبي و الإخبار بصدق نبوته و بيان صفته و قيل يعني بآيات الله ما في كتبهم من البشارة بنبوته و أنتم تشهدون الحجج
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 771