responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 763

763

(1) - على النصارى حتى يهلكوا كلهم‌ قالوا فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي و أهدى العاقب له حلة و عصا و قدحا و نعلين و أسلما.

ـ

المعنى‌

ثم رد الله تعالى على النصارى قولهم في المسيح أنه ابن الله فقال «إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ََ عِنْدَ اَللََّهِ كَمَثَلِ آدَمَ » أي مثل عيسى في خلق الله إياه من غير أب كمثل آدم في خلق الله إياه من غير أب و لا أم فليس هو بأبدع و لا أعجب من ذلك فكيف أنكروا هذا و أقروا بذلك ثم بين سبحانه كيف خلقه فقال «خَلَقَهُ» أي أنشأه «مِنْ تُرََابٍ» و هذا إخبار عن آدم و معناه خلق عيسى من الريح و لم يخلق قبل أحدا من الريح كما خلق آدم من التراب و لم يخلق قبله أحدا من التراب «ثُمَّ قََالَ لَهُ» أي لآدم و قيل لعيسى «كُنْ» أي كن حيا بشرا سويا «فَيَكُونُ» أي فكان في الحال على ما أراد و قد مر تفسير هذه الكلمة فيما قبل في سورة البقرة مشروحا و في هذه الآية دلالة على صحة النظر و الاستدلال لأن الله احتج على النصارى و دل على جواز خلق عيسى من غير أب كخلقه آدم من غير أب و لا أم «اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» أي هذا هو الحق من ربك أضاف إلى نفسه تأكيدا و تعليلا أي هو الحق لأنه من ربك «فَلاََ تَكُنْ» أيها السامع «مِنَ اَلْمُمْتَرِينَ» و قد مر تفسيره في سورة البقرة } «فَمَنْ حَاجَّكَ» معناه فمن خاصمك و جادلك يا محمد «فِيهِ» أي في قصة عيسى «مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ» أي من البرهان الواضح على أنه عبدي و رسولي عن قتادة في معناه و قيل فمن حاجك في الحق و الهاء في فيه عائدة إلى قوله «اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» «فَقُلْ» يا محمد لهؤلاء النصارى «تَعََالَوْا» إلى كلمة أي هلموا إلى حجة أخرى ماضية فاصلة تميز الصادق من الكاذب‌ «نَدْعُ أَبْنََاءَنََا وَ أَبْنََاءَكُمْ» أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسين قال أبو بكر الرازي هذا يدل على أن الحسن و الحسين ابنا رسول الله و أن ولد الابنة ابن في الحقيقة و قال ابن أبي علان و هو أحد أئمة المعتزلة هذا يدل على أن الحسن و الحسين كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين و قال أصحابنا إن صغر السن و نقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ينافي كمال العقل و إنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحكام الشرعية و قد كان سنهما في تلك الحال سنا لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل على أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للأئمة و يخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم فلو صح أن كمال العقل غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم و دلالة على مكانهم من الله تعالى و اختصاصهم و مما يؤيده‌ من الأخبار قول النبي ص ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا «وَ نِسََاءَنََا» اتفقوا على أن المراد به فاطمة (ع) لأنه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء و هذا يدل على تفضيل الزهراء على جميع‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 763
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست