نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 719
(1) - قولك هذا غلام و ما أشبه ذلك و الأجود إثبات الياء و إن شئت أسكنت الياء و إن شئت فتحتها.
الإعراب
«وَ مَنِ اِتَّبَعَنِ» في محل الرفع عطفا على التاء في قوله «أَسْلَمْتُ» و لم يؤكد الضمير فلم يقل أسلمت أنا و من اتبعن و لو قلت أسلمت و زيد لم يحسن إلا أن تقول أسلمت أنا و زيد و إنما جاز هنا لطول الكلام فصار طوله عوضا من تأكيد الضمير المتصل بالمنفصل.
ـ
المعنى
لما قدم الله سبحانه ذكر الإيمان و الإسلام خاطب نبيه فقال «فَإِنْ حَاجُّوكَ» المعنى فإن حاجك و خاصك النصارى و هم وفد نجران «فَقُلْ» يا محمد «أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلََّهِ» و فيه وجهان (أحدهما) أن معناه انقدت لأمر الله في إخلاص التوحيد له و الحجة فيه أنه ألزمهم على ما أقروا من أن الله خالقهم اتباع أمره في أن لا يعبدوا إلا إياه (و الثاني) أن معناه أعرضت عن كل معبود دون الله و أخلصت قصدي بالعبادة إليه و ذكر الأصل الذي يلزم جميع المكلفين الإقرار به لأنه لا يتبعض فيما يحتاج إلى العمل عليه في الدين الذي هو طريق النجاة من العذاب إلى النعيم و معنى وجهي هنا نفسي و أضاف الإسلام إلى الوجه لأن وجه الشيء أشرف ما فيه لأنه يجمع الحواس و عليه يظهر آية الحزن و السرور فمن أسلم وجهه فقد أسلم كله و منه قوله كُلُّ شَيْءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ«وَ مَنِ اِتَّبَعَنِ» أي و من اهتدى بي في الدين من المسلمين فقد أسلموا أيضا كما أسلمت «وَ قُلْ» يا محمد «لِلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ» يعني اليهود و النصارى «وَ اَلْأُمِّيِّينَ» أي الذين لا كتاب لهم عن ابن عباس و غيره و هم مشركو العرب و قد مر تفسير الأمي و اشتقاقه عند قوله وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ«أَ أَسْلَمْتُمْ» أي أخلصتم كما أخلصت لفظه لفظ الاستفهام و هو بمعنى التوقيف و التهديد فيكون متضمنا للأمر فيكون معناه أسلموا فإن الله تعالى أزاح العلل و أوضح السبل و نظيره فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ أي انتهوا و هذا كما يقول الإنسان لغيره و قد وعظه بمواعظ أقبلت وعظي يدعوه إلى قبول الوعظ «فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اِهْتَدَوْا» إلى طريق الحق «وَ إِنْ تَوَلَّوْا» أي كفروا و لم يقبلوا و أعرضوا عنه «فَإِنَّمََا عَلَيْكَ اَلْبَلاََغُ» معناه فإنما عليك أن تبلغ و تقيم الحجة و ليس عليك أن لا يتولوا «وَ اَللََّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبََادِ» معناه هاهنا أنه لا يفوته شيء من أعمالهم التي يجازيهم بها لأنه بصير بهم أي عالم بهم و بسرائرهم لا يخفى عليه خافية و قيل معناه عالم بما يكون منك في التبليغ و منهم في الإيمان و الكفر.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 719