نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 697
(1) - و الباطل فيما يحتاج إليه من أمور الدين في الحج و غيره من الأحكام و ذلك كله في القرآن و وصفه بالكتاب يفيد أن من شأنه أن يكتب و روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) أنه قال الفرقان هو كل آية محكمة في الكتاب و هو الذي يصدق فيه من كان قبله من الأنبياء و قيل المراد بالفرقان الهادلة الفاصلة بين الحق و الباطل عن أبي مسلم و قيل المراد به الحجة القاطعة لمحمد (ص) على من حاجه في أمر عيسى و قيل المراد به النصر «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ اَللََّهِ» أي بحججه و دلالاته «لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ» لما بين حججه الدالة على توحيده و صدق أنبيائهعقب ذلك بوعيد من خالف فيه و جحده ليتكامل به التكليف «وَ اَللََّهُ عَزِيزٌ» أي قادر لا يتمكن أحد أن يمنعه من عذاب من يريد عذابه و أصل العزة الامتناع و منه أرض عزاز أي منيعة السلوك لصعوبتها و منه يقال من عز بز أي من غلب سلب لأن الغالب ممتنع عن الضيم فالله تعالى عزيز أي ممتنع من حيث أنه قادر لنفسه لا يعجزه شيء «ذُو اِنْتِقََامٍ» أي ذو قدرة على الانتقام من الكفار لا يتهيأ لأحد منعه و الانتقام مجازاة المسيء على إساءته } «إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَخْفىََ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي اَلسَّمََاءِ» لما ذكر سبحانه الوعيد على الإخلال بمعرفته مع نصب الأدلة على توحيده و صدق أنبيائه اقتضى أن يذكر أنه لا يخفى عليه شيء فيكون في ذلك تحذير من الاغترار بالاستسرار بمعصيته لأن المجازي لا تخفى عليه خافية فإن قيل لم قال «لاََ يَخْفىََ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي اَلسَّمََاءِ» و لم يقل لا يخفى عليه شيء على وجه من الوجوه فيكون أشد مبالغة قلنا لأن الغرض أن يعلمنا أنه يعلم ما يستسر به في الأرض أو في السماء و الإفصاح بذكر ذلك أعظم في النفس و أهول في الصدر مع الدلالة على أنه عالم بكل شيء فإن قيل لم لم يقل أنه عالم بكل شيء في الأرض و السماء قلنا لأن الوصف بأنه لا يخفى عليه شيءيدل على أنه يعلمه من كل وجه يصح أن يعلم منه مع ما فيه من التصرف في العبارة و إنما لا يخفى عليه شيء لأنه عالم لنفسه فيجب أن يعلم كل ما يصح أن يكون معلوما و ما يصح أن يكون معلوما لا نهاية له فلا يجوز أن يخفى عليه شيء بوجه من الوجوه.
ـ
اللغة
التصوير جعل الشيء على صورة لم يكن عليها و الصورة هيئة يكون عليها الشيء في التأليف و أصلها من صاره يصوره إذا أماله لأنها مائلة إلى هيئة بالشبه لها و الفرق
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 697