responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 691

(1) - تركوا طاعته فتركهم من ثوابه و قوله‌ «وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ» و منه قول الشاعر:

و لم أك عند الجود للجود قاليا # و لا كنت يوم الروع للطعن ناسيا

أي تاركا و المراد بأخطانا أذنبنا لأن المعاصي توصف بالخطإ من حيث أنها ضد الصواب و إن كان فاعلها متعمدا فكأنه تعالى أمرهم أن يستغفروا مما تركوه من الواجبات و مما فعلوه من المقبحات (و الثاني) معنى قوله «إِنْ نَسِينََا» إن تعرضنا لأسباب يقع عندها النسيان عن الأمرو الغفلة عن الواجب أو أخطأنا أي تعرضنا لأسباب يقع عندها الخطأ و يحسن الدعاء بذلك كما يحسن الاعتذار منه (و الثالث) أن معناه لا تؤاخذنا أن نسينا أي إن لم نفعل فعلا يجب فعله على سبيل السهو و الغفلة أو أخطأنا أي فعلنا فعلا يجب تركه من غير قصد و يحسن هذا في الدعاء على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى و إظهار الفقر إلى مسألته و الاستعانة به و إن كان مأمونا منه المؤاخذة بمثله و يجري ذلك مجرى قوله فيما بعد «وَ لاََ تُحَمِّلْنََا مََا لاََ طََاقَةَ لَنََا بِهِ» على أحد الأجوبة و قوله‌ رَبِّ اُحْكُمْ بِالْحَقِّ و قد تقدم ذكر أمثاله (و الرابع) ما روي عن ابن عباس و عطاء أن معناه لا تعاقبنا إن عصينا جاهلين أو متعمدين و قوله «رَبَّنََا وَ لاََ تَحْمِلْ عَلَيْنََا إِصْراً» قيل فيه وجهان (أحدهما) أن معناه لا تحمل علينا عملا نعجز عن القيام به و لا تعذبنا بتركه و نقضه عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و الربيع و السدي (و الثاني) أن معناه لا تحمل علينا ثقلا عن الربيع و مالك و عطاء يعني لا تشدد الأمر علينا «كَمََا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنََا» أي على الأمم الماضية و القرون الخالية لأنهم كانوا إذا ارتكبوا خطيئة عجلت عليهم عقوبتها و حرم عليهم بسببها ما أحل لهم من الطعام كما قال تعالى‌ فَبِظُلْمٍ مِنَ اَلَّذِينَ هََادُوا حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ طَيِّبََاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ و أخذ عليهم من العهود و المواثيق و كلفوا من أنواع التكاليف ما لم يكلف هذه الأمة تخفيفا عنها «رَبَّنََا وَ لاََ تُحَمِّلْنََا مََا لاََ طََاقَةَ لَنََا بِهِ» قيل فيه وجوه (أحدها) أن معناه ما يثقل علينا تحمله من أنواع التكاليف و الامتحان مثل قتل النفس عند التوبة و قد يقول الرجل لأمر يصعب عليه إني لا أطيقه (و الثاني) أن معناه ما لا طاقة لنا به من العذاب عاجلا و آجلا (و الثالث) أنه على سبيل التعبد و إن كان تعالى لا يكلف و لا يحمل أحدا ما لا يطيقه كما ذكرنا قبل‌ «وَ اُعْفُ عَنََّا» ذنوبنا «وَ اِغْفِرْ لَنََا» خطايانا أي استرها «وَ اِرْحَمْنََا» بإنعامك علينا في الدنيا و العفو

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 691
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست