نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 690
(1) -
اللغة
الوسع ما دون الطاقة و يسمى ذلك وسعا بمعنى أنه يسع الإنسان و لا يضيق عنه و أخطأنا أي كسبنا خطيئة و قال أبو عبيدة أخطأ و خطئ لغتان و الفرق بين أخطأ و خطئ أن أخطأ قد يكون على وجه الإثم و غير الإثم فأما خطئ فالإثم لا غير قال الشاعر:
و الناس يلحون الأمير إذا هم # خطئوا الصواب و لا يلام المرشد
و الإصر في اللغة الثقل قال النابغة :
يا مانع الضيم أن يغشى سراتهم # و الحامل الأصر عنهم بعد ما غرقوا
و كل ما عطفك على شيء من عهد أو رحم فهو أصر و جمعه آصار و يقال أصره يأصره إصرا و الاسم الأصر قال النابغة :
يا ابن الحواضن و الحاضنات # أ تنقض إصرك حالا فحالا
أي عهدك و الآصرة صلة الرحم للعطف لها قال الكميت :
نضحت أديم الود بيني و بينهم # بآصرة الأرحام لو تتبلل
.
المعنى
ثم بين سبحانه أنه فيما أمر و نهى لا يكلف إلا دون الطاقة فقال «لاََ يُكَلِّفُ اَللََّهُ نَفْساً إِلاََّ وُسْعَهََا» أي لا يأمر و لا ينهى أحدا إلا ما هو له مستطيع و قيل إن معنى قوله «إِلاََّ وُسْعَهََا» إلا يسرها دون عسرها و لم يكلفها طاقتها و لو كلفها طاقتها لبلغ المجهود منها عن سفيان بن عيينة و هذا قول حسن و في هذا دلالة على بطلان قول المجبرة في تجويز تكليف العبد ما لا يطيقه لأن الوسع هو ما يتسع له قدرة الإنسان و هو فوق المجهود و استفراغ القدرة و قال بعضهم إن معناه إلا ما يسعها و يحل لها و هذا خطأ لأن من قال لعبده لا آمرك إلا بما أطلق لك أن تفعلهلكان ذلك غيا منه و خطأ لأن نفس أمره إطلاق فكأنه قال لا أطلق لك و لا أمرك إلا بما أمرك و قوله «لَهََا مََا كَسَبَتْ» معناه لها ثواب ما كسبت من الطاعات «وَ عَلَيْهََا» جزاء «مَا اِكْتَسَبَتْ» من السيئات و يجوز أيضا أن يسمى الثواب و العقاب كسبا من حيث حصلا بكسبه«رَبَّنََا لاََ تُؤََاخِذْنََا» قيل تقديره قولوا ربنا على جهة التعليم للدعاء عن الحسن و قيل تقديره يقولون ربنا على جهة الحكاية و الثناء «إِنْ نَسِينََا أَوْ أَخْطَأْنََا» قيل فيه وجوه (أحدها) أن المراد بنسينا تركنا كقوله تعالى «نَسُوا اَللََّهَ فَنَسِيَهُمْ» أي
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 690