responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 687

(1) -

القراءة

قرأ ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب «فَيَغْفِرُ» «وَ يُعَذِّبُ» بالرفع و قرأ الباقون بالجزم فيهما.

الحجة

قال أبو علي وجه قول من جزم أنه اتبعه ما قبله و لم يقطعه منه و هذا أشبه بما عليه كلامهم أ لا ترى أنهم يطلبون المشاكلة و يلزمونها فمن ذلك إن ما كان معطوفا على جملة من فعل و فاعل و اشتغل عن الاسم الذي من الجملة التي يعطف عليها الفعل يختار فيه النصب و لو لم يكن قبله الفعل و الفاعل لاختاروا الرفع و على هذا ما جاء في التنزيل نحو قوله‌ وَ كُلاًّ ضَرَبْنََا لَهُ اَلْأَمْثََالَ و قوله‌ فَرِيقاً هَدى‌ََ وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ اَلضَّلاََلَةُ فكذلك ينبغي أن يكون الجزم أحسن ليكون مشاكلا لما قبله في اللفظ و هذا النحو من طلبهم المشاكلة كثير و من لم يجزم قطعه من الأول و قطعه منه على أحد وجهين إما أن يجعل الفعل خبرا لمبتدء محذوف و إما أن يعطف جملة من فعل و فاعل على ما تقدمها.

المعنى‌

«لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» اللام لام الملك أي له تصريف السموات و الأرض و ما فيهما و تدبيرهما لقدرته على ذلك و لأنه الذي أبدعهما و أنشأهما فجميع ذلك ملكه و ما ملكه يصرفه كما يشاء «وَ إِنْ تُبْدُوا مََا فِي أَنْفُسِكُمْ» و تعلنوه أي تظهروا ما في أنفسكم من الطاعة و المعصية «أَوْ تُخْفُوهُ» أي تكتموه «يُحََاسِبْكُمْ بِهِ اَللََّهُ» أي يعلم الله ذلك فيجازيكم عليه و قيل معناه إن تظهروا الشهادة أو تكتموها فإن الله يعلم ذلك و يجازيكم به عن ابن عباس و جماعة و قيل إنها عامة في الأحكام التي تقدم ذكرها في السورة خوفهم الله سبحانه من العمل بخلافها و قال قوم إن هذه الآية منسوخة بقوله لاََ يُكَلِّفُ اَللََّهُ نَفْساً إِلاََّ وُسْعَهََا و رووا في ذلك خبرا ضعيفا و هذا لا يصح لأن تكليف ما ليس في الوسع غير جائز فكيف ينسخ و إنما المراد بالآية ما يتناوله الأمر و النهي من الاعتقادات و الإرادات و غير ذلك مما هو مستور عنا فأما ما لا يدخل في التكليف من الوساوس و الهواجس و ما لا يمكن التحفظ عنه من الخواطر فخارج عنه لدلالة العقل و لقوله ص تجوز لهذه الأمة عن نسيانها و ما حدثت به أنفسها فعلى هذا يجوز أن تكون الآية الثانية بينت للأولى و أزالت توهم من صرف ذلك إلى غير وجهه و ظن أن ما يخطر بالبال أو تتحدث به النفس مما لا يتعلق بالتكليف فإن الله يؤاخذ به و الأمر بخلاف ذلك و قوله «فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشََاءُ» أي يغفر لمن يشاء منهم رحمة و فضلا «وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ» منهم ممن يستحق العقاب عدلا «وَ اَللََّهُ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» من المغفرة و العذاب عن ابن عباس و لفظ الآية

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 687
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست