responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 670

670

(1) - يقوم و لا يقدر عليه من عظم بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء «اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ اَلرِّبََا لاََ يَقُومُونَ إِلاََّ كَمََا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ اَلشَّيْطََانُ مِنَ اَلْمَسِّ» و إذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدوا و عشيا يقولون ربنا متى تقوم الساعة و الوعيد في الآية متوجه إلى كل من أربى و إن لم يأكله و لكنه تعالى نبه بذكر الأكل على سائر وجوه الانتفاع بمال الربا و إنما خص الأكل لأنه معظم المقاصد من المال و نظيره قوله‌ «لاََ تَأْكُلُوا أَمْوََالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبََاطِلِ» و قوله‌ «إِنَّ اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوََالَ اَلْيَتََامى‌ََ ظُلْماً» الآية و المراد بالأكل في الموضعين سائر وجوه الانتفاع دون حقيقة الأكل «ذََلِكَ» أي ذلك العقاب لهم «بِأَنَّهُمْ قََالُوا إِنَّمَا اَلْبَيْعُ مِثْلُ اَلرِّبََا» معناه بسبب قولهم إنما البيع الذي لا ربا فيه مثل البيع الذي فيه الربا قال ابن عباس كان الرجل منهم إذا حل دينه على غريمه فطالبه به قال المطلوب منه له زدني في الأجل و أزيدك في المال فيتراضيان عليه و يعملان به فإذا قيل لهم هذا ربا قالوا هما سواء يعنون بذلك أن الزيادة في الثمن حال البيع و الزيادة فيه بسبب الأجل عند محل الدين سواء فذمهم الله به و ألحق الوعيد بهم و خطأهم في ذلك بقوله «وَ أَحَلَّ اَللََّهُ اَلْبَيْعَ وَ حَرَّمَ اَلرِّبََا» أي أحل الله البيع الذي لا ربا فيه و حرم البيع الذي فيه الرباو الفرق بينهما أن الزيادة في أحدهما لتأخير الدين و في الآخر لأجل البيع و أيضا فإن البيع بدل البدل لأن الثمن فيه بدل المثمن و الربا زيادة من غير بدل للتأخير في الأجل أو زيادة في الجنس و المنصوص‌ عن النبي (ص) تحريم التفاضل في ستة أشياء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعير و التمر و الملح‌ و قيل الزبيب‌ قال (ع) إلا مثلا بمثل يدا بيد من زاد و استزاد فقد أربى‌ لا خلاف في حصول الربا في هذه الأشياء الستة و في غيرها خلاف بين الفقهاء و هو مقيس عليها عندهم و عندنا أن الربا لا يكون إلا فيما يكال أو يوزن و أما علة تحريم الربا فقد قيل هي أن فيه تعطيل المعايش و الإجلاب و المتاجر إذا وجد المربى من يعطيه دراهم و فضلا بدراهم‌ و قال الصادق (ع) إنما شدد في تحريم الربا لئلا يمتنع الناس من اصطناع المعروف قرضا أو رفدا «فَمَنْ جََاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ» معناه فمن جاءه زجر و نهي و تذكير من ربه «فَانْتَهى‌ََ» أي فانزجر و تذكر و اعتبر «فَلَهُ مََا سَلَفَ» معناه فله ما أخذ و أكل من الربا قبل النهي لا يلزمه رده‌ قال الباقر (ع) من أدرك الإسلام و تاب مما كان عمله في الجاهلية وضع الله عنه ما سلف‌ و قال السدي معناه له ما أكل و ليس عليه رد ما سلف فأما ما لم يقبض بعد فلا يجوز له أخذه و له رأس المال و قوله «جََاءَهُ مَوْعِظَةٌ» و قال في موضع آخر «قَدْ جََاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ» لأن تأنيثه غير حقيقي فإن الموعظة و الوعظ بمعنى واحد «وَ أَمْرُهُ إِلَى اَللََّهِ» معناه و أمره بعد مجي‌ء الموعظة و التحريم و الانتهاء إلى الله إن شاء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 670
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست