نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 658
(1) - فحشاء لأن فيه معصية الله تعالى فإن الغني إذا ترك الإنفاق على وجه ذوي الحاجات من أقاربه و جيرانه أدى ذلك إلى التقاطع «وَ اَللََّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ» أي يعدكم بالإنفاق من خيار المال أن يستر عليكم و يصفح عن عقوبتكم «وَ فَضْلاً» أي و يعدكم أن يخلف عليكم خيرا من صدقتكم و يتفضل عليكم بالزيادة في أرزاقكم و روي عن ابن عباس أنه قال اثنان من الله و اثنان من الشيطان فاللذان من الله المغفرة على المعاصي و الفضل في الرزق و اللذان من الشيطان الوعد بالفقر و الأمر بالفحشاء و روي عن ابن مسعود أنه قال للشيطان لمة و للملك لمة و روي مثله عن أبي عبد الله (ع) ثم قال فلمة الشيطان وعده بالفقر و أمره بالفحشاء و لمة الملك أمره بالإنفاق و نهيه عن المعصية «وَ اَللََّهُ وََاسِعٌ» ذكرناه معناه فيما تقدم و قيل واسع معناه يعطي عن سعة بمعنى إن عطيته لا تضره و لا تنقص خزائنه «عَلِيمٌ» بمن يستحق العطية و من لا يستحقها.
القراءة
قرأ يعقوب من يؤت بكسر التاء و الباقون بفتحها.
الحجة
من كسر التاء فإنه أراد من يؤته الله الحكمة ففاعل يؤت الضمير المستكن فيه العائد إلى الله كما هو في قوله «يُؤْتَ اَلْحِكْمَةَ» و يؤيد هذه القراءة قراءة الأعمش و من يؤته الله و حذف ضمير المفعول الذي هو الهاء العائد إلى من الذي هو للجزاء و هو في موضع الرفع بالابتداء كما حذف الضمير العائد إلى الموصول في نحو قوله «أَ هََذَا اَلَّذِي بَعَثَ اَللََّهُ رَسُولاً» و الأولى أن يكون من على هذه القراءة موصولة لتكون بمعنى الذي لا بمعنى الجزاء و أقول و بالله التوفيق يجوز أن يكون من للجزاء هاهنا و يكون في موضع نصب بكونه مفعولا أولا ليؤتي و لزمه التقديم على الفعل مع كونه مفعولا لنيابته عن حرف الشرط الذي له صدر الكلام و مثله من في قول زهير :
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب # تمته و من تخطئ يعمر فيهرم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 658