responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 656

(1) -

المعنى‌

لما تقدم ذكر الإنفاق و بيان صفة المنفق و أنه يجب أن ينوي بالصدقة التقرب و أن يحفظها مما يبطلها من المن و الأذى بين تعالى صفة الصدقة و المتصدق عليه ليكون البيان جامعا فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا» خاطب المؤمنين «أَنْفِقُوا» أي تصدقوا «مِنْ طَيِّبََاتِ مََا كَسَبْتُمْ» أي من حلال ما كسبتم بالتجارة عن ابن مسعود و مجاهد و قيل من خياره و جياده و نظيره قوله‌ «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ» و روي عن عبيد بن رفاعة قال خرج علينا رسول الله ص فقال يا معشر التجار أنتم فجار إلا من اتقى و بر و صدق و قال بالمال هكذا و هكذا و قال (ع) تسعة أعشار الرزق في التجارة و الجزء الباقي في السابياء و روت عائشة عنه أنه قال أطيب ما أكل الرجل من كسبه و أن ولده من كسبه‌ و قال سعيد بن عمير سئل النبي ص أي كسب الرجل أطيب قال عمل الرجل بيده و كل بيع مبرور

و قال علي (ع) من اتجر بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم‌ و اختلفوا في ذلك على وجوه فقيل هذا أمر بالنفقة في الزكاة عن عبيدة السلماني و الحسن و قيل هو في الصدقة المتطوع بها لأن المفروض من الصدقة له مقدار من القيمة إن قصر عنه كان دينا عليه إلى أن يؤديه بتمامه و إن كان مال المزكي كله رديا فجائز له أن يعطي منه عن الجبائي و قيل هو الأصح أنه يدخل فيه الفرائض و النوافل و المراد به الإنفاق في سبيل الخير و أعمال البر على العموم و فيه دلالة على أن ثواب الصدقة من الحلال المكتسب أعظم منه من الحلال غير المكتسب و إنما كان ذلك لأنه يكون أشق عليه‌ «وَ مِمََّا أَخْرَجْنََا لَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ» أي و أنفقوا و أخرجوا من الغلات و الثمار مما يجب فيه الزكاة «وَ لاََ تَيَمَّمُوا اَلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ» أي لا تقصدوا الردي‌ء من المال أو مما كسبتموه أو أخرجه الله لكم من الأرض فتنفقون منه و قيل المراد بالخبيث هاهنا الحرام و يقوي القول الأول قوله «وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاََّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» لأن الإغماض لا يكون إلا في الشي‌ء الردي‌ء دون ما هو حرام و فيه قولان (أحدهما) أن معناه لا تتصدقوا بما لا تأخذونه من غرمائكم إلا بالمسامحة و المساهلة فالإغماض هاهنا المساهلة عن البراء بن عازب (و الآخر) أن معناه بما لا تأخذونه إلا أن تحطوا من الثمن فيه عن الحسن و ابن عباس و قتادة و مثله قول الزجاج و لستم بآخذيه إلا في وكس فكيف تعطونه في الصدقة «وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ غَنِيٌّ» عن صدقاتكم «حَمِيدٌ» أي مستحق للحمد على نعمه و قيل مستحمد إلى خلقه بما يعطيهم من النعم أي مستدع لهم إلى ما يوجب لهم الحمد و قيل أنه بمعنى الحامد أي أنه مع غناه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 656
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست