responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 635

(1) - صنيعه كذا فإنما دخلت إلى من بين حروف الجر لهذا المعنى لأنها لما كانت بمعنى الغاية و النهاية صار الكلام بمنزلة هل انتهت رؤيتك إلى من هذه صفته ليدل على بعد وقوع مثله على التعجيب منه لأن التعجب إنما يكون مما استبهم سببه و لم تجر العادة به و قد صارت إلى هاهنا بمنزلة كاف التشبيه لما بينا من العلة إذ كان ما ندر مثله كالذي يبعد وقوعه.

المعنى‌

لما بين تعالى أنه ولي المؤمنين و أن الكفار لا ولي لهم سوى الطاغوت تسلية لنبيه ص قص عليه بعده قصة إبراهيم و نمرود فقال «أَ لَمْ تَرَ» يا محمد أي أ لم ينته علمك و رؤيتك «إِلَى اَلَّذِي حَاجَّ إِبْرََاهِيمَ » أي إلى من كان كالذي حاج فكأنه قال هل رأيت كالذي حاج أي خاصم و جادل إبراهيم و هو نمرود بن كنعان و هو أول من تجبر و ادعى الربوبية عن مجاهد و غيره و إنما أطلق لفظ المحاجة و إن كانت مجادلة بالباطل و لم تكن له فيه حجة لأن في زعمه أن له فيه حجة و اختلف في وقت هذه المحاجة فقيل عند كسر الأصنام قبل إلقائه في النار و جعلها عليه بردا و سلاما عن الصادق (ع) «فِي رَبِّهِ» أي في رب إبراهيم الذي يدعو إلى توحيده و عبادته «أَنْ آتََاهُ اَللََّهُ اَلْمُلْكَ» أي لأن آتاه الله الملك الهاء من آتاه تعود إلى المحاج لإبراهيم أي أعطاه الله الملك و هو نعيم الدنيا و سعة المال فبطر الملك حمله على محاجة إبراهيم عن الحسن و الجبائي و الملك على هذا الوجه جائز أن ينعم الله تعالى به على كل أحد فأما الملك بتمليك الأمر و النهي و تدبير أمور الناس و إيجاب الطاعة على الخلق فلا يجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح و السداد و الرشاد دون من يدعو إلى الكفر و الفساد و لا يصح منه لعلمه بالغيوب و السرائر تفويض الولاية إلى من هذا سبيله لما في ذلك من الاستفساد و قيل إن الهاء تعود إلى إبراهيم عن أبي القاسم البلخي و يسأل على هذا فيقال كيف يكون الملك لإبراهيم و الحبس و الإطلاق إلى نمرود و جوابه أن الحبس و الإطلاق و الأمر و النهي كان من جهة الله لإبراهيم و إنما كان نمرود يفعل ذلك على وجه القهر و الغلبة لا من جهة ولاية شرعية «إِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ» في الكلام حذف و هو إذ قال له نمرود من ربك فقال ربي الذي يحيي و يميت بدأ بذكر الحياة لأنها أول نعمة ينعم الله بها على خلقه ثم يميتهم و هذا أيضا لا يقدر عليه إلا الله تعالى لأن الإماتة هي أن يخرج الروح من بدن الحي من غير جرح و لا نقص بنية و لا إحداث فعل يتصل بالبدن من جهته و هذا خارج عن قدرة البشر «قََالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ» أي فقال نمرود أنا أحيي بالتخلية من الحبس من وجب عليه القتل و أميت بالقتل من شئت ممن هو حي و هذا جهل من الكافر لأنه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أو

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 635
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست