responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 623

(1) - على بعض (و ثالثها) أن الفضيلة قد تكون بعد أداء الفريضة و هذه الفضيلة المذكورة هاهنا هي ما خص كل واحد منهم من المنازل الجليلة نحو كلامه لموسى بلا سفير و كإرساله محمدا إلى الكافة من الجن و الإنس و قيل أراد التفضيل في الآخرة لتفاضلهم في الأعمال و تحمل الأثقال و قيل بالشرائع فمنهم من شرع و منهم من لم يشرع‌و الفرق بين الابتداء بالفضيلة و بين المحاباة أن المحاباة اختصاص البعض بالنفع على ما يوجبه الشهوة دون الحكمة و ليس كذلك الابتداء بالفضيلة لأنه قد يكون للمصلحة التي لولاها لفسد التدبير و أدى إلى حرمان الثواب للجميع فمن حسن النظر لهذا الإنسان تفضيل غيره عليه إذا كان في ذلك مصلحة له فهذا وجه تدعو إليه الحكمة و ليس كالوجه الأول الذي إنما تدعو إليه الشهوة «مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اَللََّهُ» أي كلمة الله و هو موسى «وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجََاتٍ» قال مجاهد أراد به محمدا (ص) فإنه تعالى فضله على جميع أنبيائه بأن بعثه إلى جميع المكلفين من الجن و الإنس و بأن أعطاه جميع الآيات التي أعطاها من قبله من الأنبياء و بان خصه بالقرآن الذي لم يعطه غيره و هو المعجزة القائمة إلى يوم القيامة بخلاف سائر المعجزات فإنها قد مضت و انقضت و بأن جعله خاتم النبيين و الحكمة تقتضي تأخير أشراف الرسل لأعظم الأمور «وَ آتَيْنََا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ اَلْبَيِّنََاتِ» أي الدلالات كإبراء الأكمه و الأبرص و إحياء الموتى و الإخبار عما كانوا يأكلونه و يدخرونه في بيوتهم «وَ أَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ اَلْقُدُسِ » قد مر تفسيره في الآية الخامسة و الثمانين من هذه السورة «وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ مَا اِقْتَتَلَ اَلَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ» أي من بعد الرسل و قال قتادة و الربيع من بعد موسى و عيسى و أتى بلفظ الجمع لأن ذكرهما يغني عن ذكر المتبعين لهما كما يقال خرج الأمير فنكوا في العدو نكاية عظيمة معناه و لو شاء الله لم يقتتل الذين من بعد الأنبياء بأن يلجئهم إلى الإيمان و يمنعهم عن الكفر إلا أنه لم يلجئهم إلى ذلك لأن التكليف لا يحسن مع الضرورة و الإلجاء و الجزاء لا يحسن إلا مع التخلية و الاختيار عن الحسن و قيل معناه لو شاء الله ما أمرهم بالقتال «مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُمُ اَلْبَيِّنََاتُ» من بعد وضوح الحجة فإن المقصد من بعثة الرسل قد حصل بإيمان من آمن قبل القتال «وَ لََكِنِ اِخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ» بتوفيق الله و لطفه و حسن اختياره «وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ» بسوء اختياره «وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ مَا اِقْتَتَلُوا» كرر ذلك تأكيدا و تنبيها و قيل الأول مشيئة الإكراه أي لو شاء الله اضطرهم إلى حال يرتفع معها التكليف و الثاني الأمر للمؤمنين بالكف عن قتالهم «وَ لََكِنَّ اَللََّهَ يَفْعَلُ مََا يُرِيدُ» ما تقتضيه المصلحة و توجبه الحكمة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست