نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 614
(1) -
المعنى
«وَ قََالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ» أي علامة تمليك الله إياه و حجة صحة ملكه «أَنْ يَأْتِيَكُمُ اَلتََّابُوتُ» و في هذا دليل على أنهم قالوا لرسولهم إن كان ملكه بأمر من الله و من عنده فأتنا بعلامة تدل على ذلك فأجابهم بهذا و روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر أن التابوت كان الذي أنزله الله على أم موسى فوضعت فيه ابنها و ألقته في البحر و كان في بني إسرائيل معظما يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح و درعه و ما كان عنده من آثار النبوة و أودعه عند وصيه يوشع بن نون فلم يزل التابوت بينهم و بنو إسرائيل في عز و شرف ما دام فيهم حتى استخفوا به و كان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلما عملوا المعاصي و استخفوا به رفعه الله عنهمفلما سألوا نبيهم أن يبعث إليهم ملكا بعث الله لهم طالوت و رد عليهم التابوت و قيل كان في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليه لما مرج أمر بني إسرائيل و حدث فيهم الأحداث ثم انتزعه الله من أيديهم و رده على بني إسرائيل تحمله الملائكة عن ابن العباس و وهب و روي ذلك عن أبي عبد الله و قيل كان التابوت الذي أنزله الله على آدم فيه صور الأنبياء فتوارثه أولاد آدم و كان في بني إسرائيل يستفتحون به على عدوهم و قال قتادة و كان في برية التيه خلفه هناك يوشع بن نون فحملته الملائكة إلى بني إسرائيل و قيل كان قدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين عليه صفائح الذهب و كان من شمشار و كانوا يقدمونه في الحروب و يجعلونه أمام جندهم فإذا سمع من جوفه أنين زف التابوت أي سار و كان الناس يسيرون خلفه فإذا سكن الأنين و خمد فوقف الناس بوقوفه «فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ» قيل في التابوت نفسه و قيل فيما في التابوت و اختلف في السكينة فقيل إن السكينة التي كانت فيه ريح هفافه من الجنة لها وجه كوجه الإنسان عن علي (ع) و قيل كان له جناحان و رأس كرأس الهرة من الزبرجد و الزمرد عن مجاهد و روي ذلك في أخبارنا و قيل كان فيه آية يسكنون إليها عن عطا و قيل روح من الله يكلمهم بالبيان عند وقوع الاختلاف عن وهب «وَ بَقِيَّةٌ مِمََّا تَرَكَ آلُ مُوسىََ وَ آلُ هََارُونَ » قيل إنها عصا موسى و رضاض الألواح عن ابن عباس و قتادة و السدي و هو المروي عن أبي جعفر الصادق و قيل هي التوراة و شيء من ثياب موسى عن الحسن و قيل كان فيه أيضا لوحان من التوراة و قفيز من المن الذي كان ينزل عليهم و نعلا موسى و عمامة هارون و عصاه هذه أقوال أهل التفسير في السكينة و البقية و الظاهر أن السكينة أمنة و طمأنينة جعلها الله فيه ليسكن إليه بنو إسرائيل و البقية جائز أن يكون بقية من العلم أو شيء من علامات الأنبياء و جائز أن يتضمنها جميعا على ما قاله الزجاج و قيل أراد بآل موسى و آل هارون موسى و هارون على نبينا و عليهما السلام يعني مما ترك موسى و هارون تقول العرب
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 614