نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 607
(1) - «أَضْعََافاً» منصوب على الحال و تقديره فيكثره فإذا هي أضعاف فيكون حالا بعد الفراغ من الفعل و وجه قول من أبدل من السين الصاد في هذه المواضع التي ذكرت أن الطاء حرف مستعل يتصعد من مخرجها إلى الحنك و لم يتصعد السين تصعدها فكره التصعد عن التسفل فأبدل من السين حرفا في مخرجها في تصعد الطاء فتلأم الحرفان و صار كل واحد منهما وفق صاحبه في التصعد فزال في الإبدال ما كان يكره من التصعد عن التسفل و لو كان اجتماع الحرفين على عكس ما ذكرناه و هو أن يكون التصعد قبل التسفل لم يكره ذلك و لم يبدلوا أ لا ترى أنهم قالوا طسم الطريق و قسوت و قست فلم يكرهوا التسفل عن تصعد كما كرهوا بسط حتى قالوا بصط فأبدلوا فأما من لم يبدل السين في بسط و ترك السين فلأنه الأصل و لأن ما بين الحرفين من الخلاف يسير فاحتمل الخلاف لقلته.
اللغة
القرض هو قطع جزء من المال بالإعطاء على أن يرد بعينه أو يرد مثله بدلا منه و أصل القرض القطع بالمناب يقال قرض الشيء يقرض إذا قطعه بنابه و أقرض فلان فلانا إذا أعطاه ما يتجازاه منه و الاسم منه القرض و التضعيف و المضاعفة و الأضعاف بمعنى و هو الزيادة على أصل الشيء حتى يصير مثلين أو أكثر تقول ضعفت القوم أضعفهم ضعفا إذا كثرتهم فصرت مع أصحابك على الضعف منهم و ضعف الشيء مثله في المقدار إذا زيد عليه فكل واحد منهما ضعف و ضعف الشيء ضعفا و ضعفا و الضعف خلاف القوة و القبض خلاف البسط يقال قبضه يقبضه قبضا و القبض ضم الكف على الشيء و التقبض التشنج و تقبض عنه إذا اشمأز عنه لأنه ضم نفسه عن الانبساط إليه و قبض الإنسان إذا مات و الملك قابض الأرواح و بسط يبسط بسطا و البساط ما بسطته و البساط بفتح الباء الأرض الواسعة و كتب يبسط بالسين و بصطة بالصاد لأن القلب على الساكن أقوى منه على المتحرك .
المعنى
لما حث سبحانه على الجهاد و ذلك يكون بالنفس و المال و عقبه بالتلطف في الاستدعاء إلى أعمال البر و الإنفاق في سبيل الخير فقال «مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللََّهَ» أي ينفق في سبيل الله و طاعته و المراد به الأمر و ليس هذا بقرض حاجة على ما ظنه اليهود فقال إنما يستقرض منا ربنا عن عوز فإنما هو فقير و نحن أغنياء بل سمى تعالى الإنفاق قرضا تلطفا للدعاء إلى فعله و تأكيدا للجزاء عليه فإن القرض يوجب الجزاء «قَرْضاً حَسَناً» و القرض الحسن أن ينفق من حلال و لا يفسده بمن و لا أذىو قيل هو أن يكون محتسبا طيبا به نفسه عن الواقدي و قيل هو أن يكون حسن الموقع عند الإنفاق فلا يكون خسيسا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 607