نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 553
(1) - الدين فكل واحد من هذا أعظم مما سألوا عنه.
اللغة
الهجر ضد الوصل يقال هجره يهجره هجرانا و هجرا و هجرة إذا قطع مواصلته و هجر المريض يهجر هجرا إذا قال ما ينبغي أن يهجر من الكلام و سموا المهاجرين لهجرتهم قومهم و أرضهم و إنما أطلق على هؤلاء اللفظ الذي يقع على الاثنين لأن كل واحد من هؤلاء فعل مثل فعل صاحبه و ترك ما تركه اختيارا لصحبة النبي و جاهدت العدو مجاهدة و جهادا إذا حملت نفسك على المشقة في قتاله و الرجاء الأمل و قوله مََا لَكُمْ لاََ تَرْجُونَ لِلََّهِ وَقََاراً أي لا تخافون و قال أبو ذؤيب :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها # و خالفها في بيت نوب عوامل
أي لم يخف و ذلك أن الرجاء للشيء معه الخوف من أن لا يكون فلذلك سمي الخوف باسم الرجاء .
النزول
نزلت الآية في قصة عبد الله بن جحش و أصحابه لما قاتلوا في رجب و قتل واقد السهمي ابن الخضرمي فظن قوم أنهم إن سلموا من الإثم فليس لهم أجرفأنزل الله الآية فيهم بالوعد.
المعنى
«إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا الله و رسوله «وَ اَلَّذِينَ هََاجَرُوا» أي قطعوا عشائرهم و فارقوا منازلهم و تركوا أموالهم «وَ جََاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» أي قاتلوا الكفار في طاعة الله التي هي سبيله المشروعة لعباده و إنما جمع بين هذه الأشياء لبيان فضلها و الترغيب فيها لا لأن الثواب لا يستحق على واحد منها على الانفراد «أُولََئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اَللََّهِ» أي يأملون نعمة الله في الدنيا و العقبي و هي النصرة في الدنيا و المثوبة في العقبي «وَ اَللََّهُ غَفُورٌ» يغفر ذنوبهم «رَحِيمٌ» يرحمهم و إنما ذكر لفظ الرجاء للمؤمنين و إن كانوا يستحقون الثواب قطعا و يقينا لأنهم لا يدرون ما يكون منهم في
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 553