responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 549

(1) - معناه و هو مكروه لكم فوقع المصدر موقع المفعول و مثله رجل رضا أي ذو رضا و يجوز أن يكون بمعنى مرضي «وَ عَسى‌ََ أَنْ تَكْرَهُوا» موضع أن تكرهوا رفع بأنه فاعل عسى و عسى هذه تامة لأنها تمت بالفاعل و لم تحتج إلى خبر.

المعنى‌

هذه الآية بيان لكون الجهاد مصلحة لمن أمر به قال سبحانه «كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلْقِتََالُ» أي فرض عليكم الجهاد في سبيل الله «وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ» أي شاق عليكم تكرهونه كراهة طباع لا على وجه السخط و قد يكون الشي‌ء مكروها عند الإنسان في طبعه و من حيث تنفر نفسه عنه و إن كان يريده لأن الله تعالى أمره بذلك كالصوم في الصيف و قيل معناه أنه مكروه لكم قبل أن يكتب عليكم لأن المؤمنين لا يكرهون ما كتب الله عليهم «وَ عَسى‌ََ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً» معناه و قد تكرهون شيئا في الحال‌و هو خير لكم في عاقبة أموركم كما تكرهون القتال لما فيه من المخاطرة بالروح «وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» لأن لكم في الجهاد إحدى الحسنيين إما الظفر و الغنيمة و إما الشهادة و الجنة «وَ عَسى‌ََ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ» أي و قد تحبون ما هو شر لكم و هو القعود عن الجهاد لمحبة الحياة و هو شر لما فيه من الذل و الفقر في الدنيا و حرمان الغنيمة و الأجر في العقبي «وَ اَللََّهُ يَعْلَمُ» أي يعلم ما فيه مصالحكم و منافعكم و ما هو خير لكم في عاقبة أمركم «وَ أَنْتُمْ لاََ تَعْلَمُونَ» ذلك فبادروا إلى ما يأمركم به و إن شق عليكم و أجمع المفسرون إلا عطاء إن هذه الآية دالة على وجوب الجهاد و فرضه غير أنه فرض على الكفاية حتى أن لو قعد جميع الناس عنه أثموا به و إن قام به من في قيامه كفاية و غناء سقط عن الباقين و قال عطاء إن ذلك كان واجبا على الصحابة و لم يجب على غيرهم و قوله شاذ عن الإجماع.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست