نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 537
(1) - ابن عباس و السدي و الضحاك و مجاهد و قيل معناه «اُدْخُلُوا فِي اَلسِّلْمِ» في الطاعة عن الربيع و هو اختيار البلخي و الكلام محتمل للأمرين و حملها على الطاعة أعم و يدخل فيه ما رواه أصحابنا من أن المراد به الدخول في الولاية «كَافَّةً» أي جميعا أي ادخلوا جميعا في الإسلام و الطاعة و الاستسلام و قيل معناه ادخلوا في السلم كله أي في جميع شرائع الإسلام و لا تتركوا بعضه معصية و يؤيد هذا القول ما روي أن قوما من اليهود أسلمواو سألوا النبي أن يبقي عليهم تحريم السبت و تحريم لحم الإبل فأمرهم أن يلتزموا جميع أحكام الإسلام«وَ لاََ تَتَّبِعُوا خُطُوََاتِ اَلشَّيْطََانِ» أي آثاره و نزعاته لأن ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع للشيطان «إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» أي مظهر للعداوة بامتناعه من السجود لآدم بقوله لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاََّ قَلِيلاً .
اللغة
يقال زل الرجل يزل زلا و زللا و مزلة إذا أذنب و زل في الطريق زليلا و أصله من الزوال و معنى الزلة الزوال عن الاستقامة و العزيز هو القدير المنيع الذي لا يعجزه شيء و أصل العزة الامتناع و منه أرض عزاز إذا كانت ممتنعة بالشدة و قد ذكرنا معنى الحكيم فيما سبق.
الإعراب
ما حرف موصول و جاءتكم صلته و اعلموا جملة في موضع الرفع لأنها بعد الفاء في جواب الشرط و الفاء مع الجملة في محل الجزم أو محل الرفع لأنه جواب شرط مبني.
المعنى
لما أمر سبحانه عباده بالطاعة عقبه بالوعيد على تركها فقال «فَإِنْ زَلَلْتُمْ» أي تنحيتم عن القصد و عدلتم عن الطريق القويم الذي أمركم الله تعالى بسلوكه «مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْكُمُ اَلْبَيِّنََاتُ» أي الحجج و المعجزات «فَاعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ عَزِيزٌ» في نقمته لا يمتنع شيء من بطشه و عقوبته «حَكِيمٌ» فيما شرع من أحكام دينه لكم و فيما يفعله بكم من العقاب على معاصيكم بعد إقامة الحجة عليكم.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 537