responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 505

(1) - (أحدهما) أن يكون بمعنى التبعيض لأن المعنى من بعض الفجر و ليس الفجر كله عن ابن دريد (و الآخر) أنه للتبيين لأنه بين الخيط الأبيض‌فكأنه قال الخيط الأبيض الذي هو الفجر و روي أن عدي بن حاتم قال للنبي إني وضعت خيطين من شعر أبيض و أسود فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي فضحك رسول الله حتى رؤيت نواجذه ثم قال يا ابن حاتم إنما ذلك بياض النهار و سواد الليل فابتداء الصوم من هذا الوقت‌ ثم بين تعالى الانتهاء فقال «ثُمَّ أَتِمُّوا اَلصِّيََامَ إِلَى اَللَّيْلِ» أي من وقت طلوع الفجر الثاني و هو المستطيل المعترض الذي يأخذ الأفق و هو الفجر الصادق الذي يجب عنده الصلاة إلى وقت دخول الليل و هو بعد غروب الشمس و علامة دخوله على الاستظهار سقوط الحمرة من جانب المشرق و إقبال السواد منه و إلا فإذا غابت الشمس مع ظهور الآفاق في الأرض المبسوطة و عدم الجبال و الروابي فقد دخل الليل و قوله «وَ لاََ تُبَاشِرُوهُنَّ» في معناه قولان هاهنا (أحدهما) أنه أراد به الجماع عن ابن عباس و الحسن و قتادة (و الثاني) أنه أراد الجماع و كل ما دونه من قبلة و غيرها من مالك و ابن زيد و هو مذهبنا و قوله «وَ أَنْتُمْ عََاكِفُونَ فِي اَلْمَسََاجِدِ» أي معتكفون أي لا تباشروهن في حال اعتكافكم في المساجد و الاعتكاف لا يصح عندنا إلا في أحد المساجد الأربعة المسجد الحرام و مسجد النبي و مسجد الكوفة و مسجد البصرة و عند سائر الفقهاء يجوز في سائر المساجد إلا أن مالكا قال أنه يختص بالجامع و لا يصح الاعتكاف عندنا إلا بصوم و به قال أبو حنيفة و مالك و عند الشافعي يصح بغير صوم و عندنا لا يكون إلا في ثلاثة أيام و عند أبي حنيفة يوم واحد و عند مالك عشرة أيام لا يجوز أقل منه و عند الشافعي ما شاء و لو ساعة واحدة و في الآية دلالة على تحريم المباشرة في الاعتكاف ليلا و نهارا لأنه علق المباشرة بحال الاعتكاف و قوله «تِلْكَ حُدُودُ اَللََّهِ» تلك إشارة إلى الأحكام المذكورة في الآية حدود الله حرمات الله عن الحسن و قيل معناه معاصي الله عن الضحاك و قيل ما منع الله منه عن الزجاج «فَلاََ تَقْرَبُوهََا» أي فلا تأتوها و قيل معناه تلك فرائض الله فلا تقربوها بالمخالفة «كَذََلِكَ» أي مثل هذا البيان الذي ذكر «يُبَيِّنُ اَللََّهُ آيََاتِهِ لِلنََّاسِ» أي حججه و أدلته على ما أمرهم به و نهاهم عنه «لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» أي لكي يتقوا معاصيه و تعدي حدوده فيما أمرهم به و نهاهم عنه و أباحهم إياها و في هذا دلالة على أن الله تعالى أراد التقوى من جميع الناس.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست