responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 501

(1) - توجبه الحكمة إلا أجابه الله فإن الداعي إذا دعاه يجب أن يسأل ما فيه صلاح له في دينه و لا يكون فيه مفسدة له و لا لغيره و يشترط ذلك بلسانه أو ينويه بقلبه فالله سبحانه يجيبه إذا اقتضت المصلحة إجابته أو يؤخر الإجابة إن كانت المصلحة في التأخير و إذا قيل إن ما تقتضيه الحكمة لا بد أن يفعله فما معنى الدعاء و إجابته فجوابه أن الدعاء عبادة في نفسها يعبد الله سبحانه بها لما في ذلك من إظهار الخضوع و الانقياد إليه سبحانه و أيضا فإنه لا يمتنع أن يكون وقوع ما سأله إنما صار مصلحة بعد الدعاء و لا يكون مصلحة قبل الدعاء ففي الدعاء هذه الفائدة و يؤيد ذلك ما روي عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي (ص) ما من مسلم دعا الله سبحانه بدعوة ليس فيها قطيعة رحم و لا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث إما أن يعجل دعوته و إما أن يؤخر له في الآخرة و إما أن يدفع عنه من السوء مثله قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر و في رواية أنس بن مالك الله أكثر و أطيب ثلاث مرات‌ و روي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله إن العبد ليدعو الله و هو يحبه فيقول يا جبرائيل لا تقض لعبدي هذا حاجته و أخرها فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته و أن العبد ليدعو الله و هو يبغضه فيقول يا جبرائيل اقض لعبدي هذا حاجته بإخلاصه و عجلها فإني أكره أن أسمع صوته‌ و روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال ربما أخرت عن العبد إجابة الدعاء ليكون أعظم لأجر السائل و أجزل لإعطاء الأمل‌ و قيل لإبراهيم بن أدهم ما بالنا ندعو الله سبحانه فلا يستجيب لنا فقال لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه و عرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته و عرفتم القرآن فلم تعملوا بما فيه و أكلتم نعمة الله فلم تؤدوا شكرها و عرفتم الجنة فلم تطلبوها و عرفتم النار فلم تهربوا منها و عرفتم الشيطان فلم تحاربوه و وافقتموه‌و عرفتم الموت فلم تستعدوا له و دفنتم الأموات فلم تعتبروا بهم و تركتم عيوبكم و اشتغلتم بعيوب الناس.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست