نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 841
(1) -} «وَ لاََ أَنََا عََابِدٌ مََا عَبَدْتُّمْ» فيما بعد اليوم} «وَ لاََ أَنْتُمْ عََابِدُونَ مََا أَعْبُدُ» فيما بعد اليوم من الأوقات المستقبلة عن ابن عباس و مقاتل قال الزجاج : نفى رسول الله ص بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال و فيما يستقبل و نفي عنهم عبادة الله في الحال و فيما يستقبلو هذا في قوم أعلمه الله سبحانه أنهم لا يؤمنون كقوله سبحانه في قصة نوح (ع) أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاََّ مَنْ قَدْ آمَنَ و قيل أيضا في وجه التكرار إن القرآن نزل بلغة العرب و من عادتهم تكرير الكلام للتأكيد و الأفهام فيقول المجيب بلى بلى و يقول الممتنع لا لا عن الفراء قال و مثله قوله تعالى كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ` ثُمَّ كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ و أنشد:
و كائن و كم عندي لهم من صنيعة # أيادي ثنوها علي و أوجبوا
و أنشد:
كم نعمة كانت لكم # كم كم كم كم كم و كم
و قال آخر:
نعق الغراب ببين ليلي غدوة # كم كم و كم بفراق ليلى ينعق
و قال آخر:
"هلا سألت جموع كندة يوم و لو أين أينا"
و قال آخر:
أردت لنفسي بعض الأمور # فأولى لنفسي أولى لها
و قال و هذا أولى المواضع بالتأكيد لأن الكافرين أبدوا في ذلك و أعادوا فكرر سبحانه ليؤكد أيأسهم و حسم أطماعهم بالتكرير و قيل أيضا في ذلك أن المعنى لا أعبد الأصنام التي تعبدونها و لا أنتم عابدون الله الذي أنا عابده إذا أشركتم به و اتخذتم الأصنام و غيرها تعبدونها من دونه و إنما يعبد الله من أخلص العبادة له «وَ لاََ أَنََا عََابِدٌ مََا عَبَدْتُّمْ» أي لا أعبد عبادتكم فيكون ما مصدرية «وَ لاََ أَنْتُمْ عََابِدُونَ مََا أَعْبُدُ» أي و ما تعبدون عبادتي على نحو ما ذكرناه فأراد في الأول المعبود و في الثاني العبادة فإن قيل أما اختلاف المعبودين فمعلوم فما معنى اختلاف العبادة (قلنا) إنه يعبد الله على وجه الإخلاص و هم يشركون به في عبادته فاختلفت العبادتان و لأنه كان يتقرب إلى عبادته إلى معبوده بالأفعال المشروعة الواقعة على وجه العبادة و هم لا يفعلون
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 841