responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 812

(1) -

المعنى‌

«أَلْهََاكُمُ اَلتَّكََاثُرُ» أي شغلكم عن طاعة الله و عن ذكر الآخرة التكاثر بالأموال و الأولاد و التفاخر بكثرتهما} «حَتََّى زُرْتُمُ اَلْمَقََابِرَ» أي حتى أدرككم الموت على تلك الحال عن الحسن و قتادة و قال الجبائي : حتى متم على ذلك و لم تتوبوا و قيل ألهاكم التباهي بكثرة المال و العدد عن تدبر أمر الله حتى عددتم الأموات في القبور و روى قتادة عن مطرف بن عبد الله الشخير عن أبيه قال انتهيت إلى رسول الله ص و هو يقول «أَلْهََاكُمُ اَلتَّكََاثُرُ» السورة قال يقول ابن آدم مالي مالي و ما لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت‌أو تصدقت فأمضيت أورده مسلم في الصحيح ثم رد الله تعالى عليهم هذا فقال‌} «كَلاََّ» أي ليس الأمر الذي ينبغي أن تكونوا عليه التكاثر ثم أوعدهم فقال «سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ثم أكد ذلك و كرره فقال‌} «ثُمَّ كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» قال الحسن و مقاتل : هو وعيد بعد وعيد و المعنى سوف تعلمون عاقبة تباهيكم و تكاثركم إذا نزل بكم الموت و قيل معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر رواه زر بن حبيش عن علي (ع) قال ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت «أَلْهََاكُمُ اَلتَّكََاثُرُ» إلى قوله «كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» يريد في القبر «ثُمَّ كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» بعد البعث‌ و قيل إن المعنى «كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» إذا رأيتم دار الأبرار «ثُمَّ كَلاََّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» إذا رأيتم دار الفجار و العرب تؤكد بكلا و حقا} «كَلاََّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اَلْيَقِينِ» هذا كلام آخر يقول لو تعلمون الأمر علما يقينا لشغلكم ما تعلمون عن التفاخر و التباهي بالعز و الكثرةو علم اليقين هو العلم الذي يثلج به الصدر بعد اضطراب الشك فيه و لهذا لا يوصف الله بأنه متيقن ثم استأنف سبحانه وعيدا آخر فقال‌} «لَتَرَوُنَّ اَلْجَحِيمَ» على نية القسم عن مقاتل يعني حين تبرز الجحيم في القيامة قبل دخولهم إليها} «ثُمَّ لَتَرَوُنَّهََا» يعني بعد الدخول إليها «عَيْنَ اَلْيَقِينِ» كما يقال حق اليقين و محض اليقين و معناه ثم لترونها بالمشاهدة إذا دخلتموها و عذبتم بها} «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ اَلنَّعِيمِ» قال مقاتل : يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير و النعمة فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه إذ لم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره و أشركوا به ثم يعذبون على ترك الشكر و هذا قول الحسن قال لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار و قال الأكثرون: أن المعنى ثم لتسئلن يا معاشر المكلفين عن النعيم قال قتادة : إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه‌و قيل عن النعيم في المأكل و المشرب و غيرهما من الملاذ عن سعيد بن جبير و قيل النعيم الصحة و الفراغ عن عكرمة و يعضده ما رواه ابن عباس عن النبي ص قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ‌ و قيل هو الأمن و الصحة عن عبد الله بن مسعود و مجاهد و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) و قيل يسأل عن كل نعيم إلا ما خصه الحديث و هو قوله ثلاث لا يسأل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 812
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست