responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 772

(1) - هذه الآية: إن الله بعث نبيه و هو مقل مخف و كانت قريش تعيره بذلك حتى قالوا له إن كان بك من هذا القول الذي تدعيه طلب الغنى جمعنا لك مالا حتى تكون كأيسر أهل مكة فكره النبي ص ذلك و ظن أن قومه إنما يكذبوه لفقره فوعده الله سبحانه الغنى ليسليه بذلك عما خامره من الهم فقال «فَإِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً» و تأويله لا يحزنك ما يقولون و ما أنت فيه من الإقلال فإن مع العسر يسرا في الدنيا عاجلا ثم أنجز ما وعده فلم يمت حتى فتح عليه الحجاز و ما والاها من القرى العربية و عامة بلاد اليمن فكان يعطي المائتين من الإبل و يهب الهبات السنية و يعد لأهله قوت سنته ثم ابتدأ فصلا آخر فقال «إِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً» و الدليل على ابتدائه تعريه من فاء و واو و هو وعد لجميع المؤمنين لأنه يعني بذلك أن مع العسر في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة و ربما اجتمع له اليسران يسر الدنياو هو ما ذكر في الآية الأولى و يسر الآخرة و هو ما ذكر في الآية الثانية فقوله ص لن يغلب عسر يسرين‌ أي يسر الدنيا و الآخرة فالعسر بين يسرين أما فرج الدنيا و أما ثواب الآخرة و هذا الذي ذكره الجرجاني يؤيد ما ذهب إليه المرتضى قدس الله روحه من أن القائل إذا قال شيئا ثم كرره فإن الظاهر من تغاير الكلامين تغاير مقتضاهما حتى يكون كل واحد منهما مفيدا لما لا يفيده الآخر فيجب مع الإطلاق حمل الثاني على غير مقتضى الأول إلا إذا كان بين المتخاطبين عهد أو دلالة يعلم المخاطب بذلك أن المخاطب أراد بكلامه الثاني الأول فيحمله على ذلك و أنشد أبو بكر الأنباري :

إذا بلغ العسر مجهوده # فثق عند ذاك بيسر سريع

أ لم تر نحس الشتاء الفظيع # يتلوه سعد الربيع البديع‌

و أنشد إسحاق بن بهلول القاضي :

فلا تيأس و إن أعسرت يوما # فقد أيسرت في دهر طويل

و لا تظنن بربك ظن سوء # فإن الله أولى بالجميل

فإن العسر يتبعه يسار # و قول الله أصدق كل قيل‌

} «فَإِذََا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ` وَ إِلى‌ََ رَبِّكَ فَارْغَبْ» معناه فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء و أرغب إليه في المسألة يعطك عن مجاهد و قتادة و الضحاك و مقاتل و الكلبي و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) و معنى انصب من النصب و هو التعب أي لا تشتغل بالراحة و قال الزهري : إذا فرغت من الفرائض فادع بعد التشهد بكل حاجتك و قال الصادق (ع) هو الدعاء في دبر الصلاة و أنت جالس‌ و قيل معناه فإذا فرغت من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 772
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست