responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 771

(1) - الوزر في الآية إنما أراد به غمه ص بما كان عليه قومه من الشرك و أنه و أصحابه بينهم مقهور مستضعف فلما أعلى الله كلمته و شرح صدره‌و بسط يده خاطبه بهذا الخطاب تذكيرا له بمواقع النعمة ليقابله بالشكر و يؤيده ما بعده من الآيات فإن اليسر بإزالة الهموم أشبه و العسر بإزالة الشدائد و الغموم أشبه فإن قيل أن السورة مكية نزلت قبل أن يعلي الله كلمة الإسلام فلا وجه لقولكم قلنا أنه سبحانه لما بشره بأن يعلي دينه على الدين كله و يظهره على أعدائه كان بذلك واضعا عنه ثقل غمه بما كان يلحقه من أذى قومه و مبدلا عسره يسرا فإنه يثق بأن وعد الله حق و يجوز أيضا أن يكون اللفظ و إن كان ماضيا فالمراد به الاستقبال كقوله‌ وَ نََادى‌ََ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ أَصْحََابَ اَلنََّارِ وَ نََادَوْا يََا مََالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنََا رَبُّكَ و لهذا نظائر كثيرة} «وَ رَفَعْنََا لَكَ ذِكْرَكَ» أي قرنا ذكرك بذكرنا حتى لا أذكر إلا و تذكر معي يعني في الأذان و الإقامة و التشهد و الخطبة على المنابر عن الحسن و غيره قال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا و الآخرة فليس خطيب و لا متشهد و لا صاحب صلاة إلا و ينادي بأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله‌و في الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص في هذه الآية قال قال لي جبرائيل قال الله عز و جل إذا ذكرت ذكرت معي‌ و في هذا يقول حسان بن ثابت يمدح النبي ص :

أغر عليه للنبوة خاتم # من الله مشهور يلوح و يشهد

و ضم الإله اسم النبي إلى اسمه # إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

و شق له من اسمه ليجله # فذو العرش محمود و هذا محمد .

ـثم وعد سبحانه اليسر و الرخاء بعد الشدة و ذلك أنه كان بمكة في شدة قال‌} «فَإِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً» أي مع الفقر سعة عن الكلبي و قيل معناه أن مع الشدة التي أنت فيها من مزاولة المشركين يسرا و رخاء بأن يظهرك الله عليهم حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به طوعا أو كرها ثم كرر ذلك فقال‌} «إِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً» روى عطاء عن ابن عباس قال يقول الله تعالى خلقت عسرا واحدا و خلقت يسرين فلن يغلب عسر يسرين‌ و عن الحسن قال خرج النبي ص يوما مسرورا فرحا و هو يضحك و يقول لن يغلب عسر يسرين‌ «فَإِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً ` إِنَّ مَعَ اَلْعُسْرِ يُسْراً» قال الفراء : إن العرب تقول إذا ذكرت نكرة ثم أعدتها نكرة مثلها صارتا اثنتين كقولك إذا كسبت درهما فأنفق درهما فالثاني غير الأول فإذا أعدتها معرفة فهي هي كقولك إذا كسبت الدرهم فأنفق الدرهم فالثاني هو الأول و نحو هذا ما قال الزجاج : أنه ذكر العسر مع الألف و اللام ثم ثنى ذكره فصار المعنى إن مع العسر يسرين‌و قال صاحب كتاب النظم في تفسير

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 771
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست