نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 765
(1) - تركك يا محمد ربك و ما قطع عنك الوحي توديعا لك و ما قلاك أي ما أبغضك منذ اصطفاك «وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ اَلْأُولىََ» يعني أن ثواب الآخرة و النعيم الدائم فيها خير لك من الدنيا الفانية و الكون فيها و قيل إن له ص في الجنة ألف ألف قصر من اللؤلؤ ترابه من المسك وفي كل قصر ما ينبغي له من الأزواج و الخدمو ما يشتهي على أتم الوصف عن ابن عباس و قيل معناه و لآخر عمرك الذي بقي خير لك من أوله لما يكون فيه من الفتوح و النصرة} «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىََ» معناه و سيعطيك ربك في الآخرة من الشفاعة و الحوض و سائر أنواع الكرامة فيك وفي أمتك ما ترضى به و روى حرث بن شريح عن محمد بن علي بن الحنفية أنه قال يا أهل العراق تزعمون أن أرجىآيةفيكتابالله عز و جل «يََا عِبََادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىََ أَنْفُسِهِمْ» الآية و إنا أهل البيت (ع) نقول أرجىآيةفيكتابالله«وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىََ»و هي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول رب رضيت وعن الصادق (ع) قال دخل رسول الله ص على فاطمة (ع) و عليها كساء من ثلة الإبل و هي تطحن بيدها و ترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله ص لما أبصرها فقال يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة فقد أنزل الله علي «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىََ»و قال زيد بن علي إن من رضا رسول الله ص أن يدخل أهل بيته الجنةو قال الصادق (ع) رضا جدي أن لا يبقى في النار موحد ثم عدد سبحانه عليه نعمه في دار الدنيا فقال} «أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىََ» قيل في معناه قولان (أحدهما) أنه تقرير لنعمة الله عليه حين مات أبوه و بقي يتيما فآواه الله بأن سخر له أولا عبد المطلب ثم لما مات عبد المطلب قيض له أبا طالب و سخره للإشفاق عليه و حببه إليه حتى كان أحب إليه من أولاده فكلفه و رباه و اليتيم من لا أب له و كان النبي ص مات أبوه و هو في بطن أمه و قيل أنه مات بعد ولادته بمدة قليلة و ماتت أمه ص و هو ابن سنتين و مات جده و هو ابن ثماني سنين فسلمه إلى أبي طالب (ع) لأنه كان أخا عبد الله لأمه فأحسن تربيته وسئل الصادق (ع) لم أوتم النبي ص عن أبويه فقال لئلا يكون لمخلوق عليه حق (و الآخر) أن يكون المعنى أ لم يجدك واحدا لا مثل لك في شرفك و فضلك فآواك إلى نفسه و اختصك برسالته من قولهم درة يتيمة إذا لم يكن لها مثل قال:
لا و لا درة يتيمة بحر # تتلألأ في جؤنة البياع
و قيل فآواك أي جعلك مأوى للأيتام بعد أن كنت يتيما و كفيلا للأنام بعد أن كنت
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 765