responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 756

(1) -

فمن يهدي أخا لذناب لو # فأرشوه فإن الله جار

و لكن أهلكت لو كثيرا # و قبل اليوم عالجها قدار

يعني حين نزل بها العذاب فقال لو فعلت و قد صحت‌ الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب (ع) من أشقى الأولين قال عاقر الناقة قال صدقت فمن أشقى الآخرين قال قلت لا أعلم يا رسول الله قال: الذي يضربك على هذه و أشار إلى يافوخة و عن عمار بن ياسر قال كنت أنا و علي بن أبي طالب (ع) في غزوة العسرة نائمين في صور من النخل و دقعاء من التراب فو الله ما أهبنا إلا رسول الله ص يحركنا برجله و قد تتربنا من تلك الدقعاء فقال أ لا أحدثكما بأشقى الناس رجلين قلنا بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك بالسيف يا علي على هذه و وضع يده على قرنه حتى تبل منها هذه و أخذ بلحيته‌ و قيل أن عاقر الناقة كان أشقر أزرق قصيرا ملتزق الحلق «فَقََالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللََّهِ» صالح «نََاقَةَ اَللََّهِ» قال الفراء : حذرهم إياها و كل تحذير فهو نصب و التقدير احذروا ناقة الله فلا تعقروها عن الكلبي و مقاتل كما يقال الأسد الأسد أي احذروه «وَ سُقْيََاهََا» أي و شربها من الماء أو ما يسقيها أي فلا تزاحموها فيه‌كما قال سبحانه‌ لَهََا شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ «فَكَذَّبُوهُ» أي فكذب قوم صالح صالحا و لم يلتفتوا إلى قوله و تحذيره إياهم بالعذاب بعقرها «فَعَقَرُوهََا» أي فقتلوا الناقة «فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ» أي فدمر عليهم ربهم عن عطاء و مقاتل و قيل أطبق عليهم بالعذاب و أهلكهم «بِذَنْبِهِمْ» لأنهم رضوا جميعا به و حثوا عليه و كانوا قد اقترحوا تلك الآية فاستحقوا بما ارتكبوه من العصيان و الطغيان عذاب الاستئصال «فَسَوََّاهََا» أي فسوى الدمدمة عليهم و عمهم بها فاستوت على صغيرهم و كبيرهم و لم يفلت منها أحد منهم و قيل معناه سوى الأمة أي أنزل العذاب بصغيرها و كبيرها فسوى بينها فيه عن الفراء و قيل جعل بعضها على مقدار بعض في الاندكاك و اللصوق بالأرض فالتسوية تصيير الشي‌ء على مقدار غيره و قيل سوى أرضهم عليهم‌ «وَ لاََ يَخََافُ عُقْبََاهََا» أي لا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم عن ابن عباس و الحسن و قتادة و مجاهد و الجبائي و المعنى لا يخاف أن يتعقب عليه في شي‌ء من فعله فلا يخاف عقبى ما فعل بهم من الدمدمة عليهم لأن أحدا لا يقدر على معارضته و الانتقام منه و هذا كقوله‌ لاََ يُسْئَلُ عَمََّا يَفْعَلُ و قيل معناه لا يخاف الذي عقرها عقباها عن الضحاك و السدي و الكلبي أي لا يخاف عقبى ما صنع بها لأنه كان مكذبا بصالح و قيل معناه و لا يخاف صالح عاقبة ما خوفهم به من العقوبات لأنه كان على ثقة من نجاته.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 756
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست