responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 728

(1) - عظمته و قوته يذلله الصغيرفينقاد له بتسخير الله إياه لعباده فيبركه و يحمل عليه ثم يقوم و ليس ذلك في غيره من ذوات الأربع فلا يحمل على شي‌ء منها إلا و هو قائم فأراهم الله سبحانه هذه الآية فيه ليستدلوا على توحيده بذلك عن أبي عمرو بن العلاء و الزجاج و سأل الحسن عن هذه الآية و قيل له الفيل أعظم من الإبل في الأعجوبة فقال أما الفيل فالعرب بعيدو العهد بها ثم هو خنزير لا يركب ظهرها و لا يؤكل لحمها و لا يحلب درها و الإبل من أعز مال العرب و أنفسه تأكل النوى و ألقت و تخرج اللبن و يأخذ الصبي بزمامها فيذهب بها حيث شاء مع عظمها في نفسها و يحكى أن فأرة أخذت بزمام ناقة فأخذت تجرها و هي تتبعها حتى دخلت الحجر فجرت الزمام فبركت الناقة فجرت فقربت فمها من جحر الفأر.

ـ} «وَ إِلَى اَلسَّمََاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ» أي كيف رفعها الله فوق الأرض و جعل بينهما هذا الفضاء الذي به قوام الخلق و حياتهم‌ثم إلى ما خلقه فيها من بدائع الخلق من الشمس و القمر و الكواكب و علق بها منافع الخلق و أسباب معايشهم‌} «وَ إِلَى اَلْجِبََالِ كَيْفَ نُصِبَتْ» أي أ و لا يتفكرون في خلق الله سبحانه الجبال أوتادا للأرض و مسكنة لها و أنه لولاها لمادت الأرض بأهلها} «وَ إِلَى اَلْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ» أي كيف بسطها الله و وسعها و لو لا ذلك لما صح الاستقرار عليها و الانتفاع بها و هذه من نعم الله سبحانه على عباده لا توازيها نعمة منعم و فيها دلائل على توحيده و لو تفكروا فيها لعلموا أن لهم صانعا صنعهم و موجدا أوجدهم و لما ذكر سبحانه الأدلة أمر نيته بالتذكير بها فقال‌} «فَذَكِّرْ» يا محمد و التذكير التعريف للذكر بالبيان الذي يقع به الفهم و النفع بالتذكير عظيم لأنه طريق للعلم بالأمور التي يحتاج إليها «إِنَّمََا أَنْتَ مُذَكِّرٌ» لهم بنعم الله تعالى عندهم و بما يجب عليهم في مقابلتها من الشكر و العبادة و قد أوضح الله تعالى طريق الحجج في الدين و أكده غاية التأكيد بما لا يسع فيه التقليد بقوله «إِنَّمََا أَنْتَ مُذَكِّرٌ» و قوله‌ وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ اَلذِّكْرى‌ََ تَنْفَعُ اَلْمُؤْمِنِينَ و قوله‌ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ و يَتَفَكَّرُونَ* و قيل إن المراد فذكرهم بهذه الأدلة و أمرهم بالاستدلال بها و نبههم عليها عن الجبائي و أبي مسلم «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» معناه لست عليهم بمتسلط تسليطا يمكنك أن تدخل الإيمان في قلوبهم و تجبرهم عليه و إنما الواجب عليك الإنذار فاصبر على الإنذار و التبليغ و الدعوة إلى الحق و قيل معناه لست عليهم بمتسلط الآن حتى تقاتلهم إن خالفوك و كان هذا قبل نزول آية الجهاد ثم نسخ بالأمر بالقتال و الوجه الصحيح أنه لا نسخ فيه لأن الجهاد ليس بأكره للقلوب و المراد أنك إنما بعثت للتذكير و ليس عليك من ترك قبولهم شي‌ء} «إِلاََّ مَنْ تَوَلََّى وَ كَفَرَ» أي أعرض عن الذكر و لم يقبل منك و كفر بالله و بما جئت به فكل أمره إلى الله عن الحسن و قيل معناه إلا من تولى و كفر فلست له بمذكر لأنه لا يقبل منك فكأنك لست تذكره‌ «فَيُعَذِّبُهُ اَللََّهُ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 728
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست