نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 721
721
(1) - وَ اَلْأَرْضُ إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ* و لا يشاءو كقول القائل لأعطينك كل ما سألت إلا ما شئت و إلا أن أشاء أن أمنعك و النية أن لا يمنعه و مثله الاستثناء في الإيمان ففي الآية بيان لفضيلة النبي ص و إخبار أنه مع كونه ص أميا كان يحفظ القرآن و إن جبرائيل ع كان يقرأ عليه سورة طويلة فيحفظه بمرة واحدة ثم لا ينساه و هذه دلالة على الإعجاز الدال على نبوته.
ـ «إِنَّهُ يَعْلَمُ اَلْجَهْرَ وَ مََا يَخْفىََ» معناه إن الله سبحانه يعلم العلانية و السر. و الجهر رفع الصوت و نقيضه الهمس و المعنى أنه سبحانه يحفظ عليك ما جهرت به و ما أخفيته مما تريد أن تعيه «وَ نُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرىََ» اليسرى هي الفعلى من اليسر و هو سهولة عمل الخير و المعنى نوفقك للشريعة اليسرى و هي الحنيفية و نهون عليك الوحي و نسهله حتى تحفظه و لا تنساه و تعمل به و لا تخالفه و قيل معناه نسهل لك من الألطاف و التأييد ما يثبتك على أمرك و يسهل عليك المستصعب من تبليغ الرسالة و الصبر عليه عن أبي مسلم و هذا أحسن ما قيل فيه فإنه يتصل بقوله «سَنُقْرِئُكَ فَلاََ تَنْسىََ» فكأنه سبحانه أمره بالتبليغ و وعده النصر و أمره بالصبر و قيل إن اليسرى عبادة عن الجنة فهي اليسرى الكبرى أي نيسر لك دخول الجنة عن الجبائي «فَذَكِّرْ» أمر النبي ص أن يذكر الخلق و يعظهم «إِنْ نَفَعَتِ اَلذِّكْرىََ» و إنما قال ذلك و ذكراه تنفع لا محالة في عمل الإيمان و الامتناع من العصيان لأنه ليس بشرط حقيقة و إنما هو إخبار عن أنه ينفع لا محالة في زيادة الطاعة و الانتهاء عن المعصية كما يقال سله إن نفع السؤال و قيل معناه عظهم إن نفعت الموعظة أو لم تنفعلأنه ص بعث للإعذار و الإنذار فعليه التذكير في كل حال نفع أو لم ينفع و لم يذكر الحالة الثانية كقوله سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ وَ سَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ و قد نبه الله سبحانه على تفصيل الحالتين بقوله} «سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشىََ» أي سيتعظ بالقرآن من يخشى الله تعالى و يخاف عقابه} «وَ يَتَجَنَّبُهَا» أي يتجنب الذكرى و الموعظة «اَلْأَشْقَى» أي أشقى العصاة فإن للعاصين درجات في الشقاوة فأعظمهم درجة فيها الذي كفر بالله و توحيده و عبد غيره و قيل الأشقى من الاثنين من يخشى و من يتجنب عن أبي مسلم «اَلَّذِي يَصْلَى اَلنََّارَ اَلْكُبْرىََ» أي يلزم أكبر النيران و هي نار جهنم و النار الصغرى نار الدنيا عن الحسن و قيل إن النار الكبرى هي الطبقة السفلى من جهنم عن الفراء } «ثُمَّ لاََ يَمُوتُ فِيهََا» فيستريح «وَ لاََ يَحْيىََ» حياة ينتفع بها بل صارت حياته وبالا عليه يتمنى زوالها لما هو معها من فنون العقاب و ألوان العذاب و قيل و لا يحيى أي و لا يجد روح الحياة «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكََّى» أي قد فاز من تطهر من الشرك و قال لا إله إلا الله عن عطاء و عكرمة و قيل معناه قد ظفر بالبغية من صار زاكيا بالأعمال الصالحة و الورع عن ابن عباس و الحسن و قتادة و قيل زكى أي أعطى زكاة ماله عن ابن مسعود و كان يقول قد رحم الله امرأ تصدق ثم صلى و يقرأ هذه
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 721