responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 694

(1) - عن ابن عباس قال «إِنَّ اَلَّذِينَ أَجْرَمُوا» منافقوا قريش و «اَلَّذِينَ آمَنُوا» علي بن أبي طالب (ع) و أصحابه‌} «وَ إِذَا اِنْقَلَبُوا إِلى‌ََ أَهْلِهِمُ اِنْقَلَبُوا فَكِهِينَ» يعني و إذا رجع هؤلاء الكفار إلى أهلهم رجعوا معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم‌} «وَ إِذََا رَأَوْهُمْ قََالُوا إِنَّ هََؤُلاََءِ لَضََالُّونَ» عن طريق الحق و الصواب تركوا التنعم رجاء ثواب لا حقيقة لهم خدعهم به محمد ص ثم قال سبحانه‌} «وَ مََا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حََافِظِينَ» أي و لم يرسل هؤلاء الكفار حافظين على المؤمنين ما هم عليه و ما كلفوا حفظ أعمالهم فكيف يطغون عليهم و لو اشتغلوا بما كلفوه كان ذلك أولى بهم و قيل معناه و ما أرسلوا عليهم شاهدين لأن شهادة الكفار لا تقبل على المؤمنين أي ليسوا شهداء عليهم بل المؤمنون شهداء على الكفار يشهدون عليهم يوم القيامة عن أبي مسلم } «فَالْيَوْمَ» يعني يوم القيامة الذي يجازي الله كل أحد على عمله «اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنَ اَلْكُفََّارِ يَضْحَكُونَ» كما ضحك الكفار منهم في الدنياو ذلك أنه يفتح للكفار باب إلى الجنة و يقال لهم أخرجوا إليها فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم يفعل ذلك بهم مرارا فيضحك منهم المؤمنون عن أبي صالح و قيل يضحكون من الكفار إذا رأوهم في العذاب و أنفسهم في النعيم و قيل أن الوجه في ضحك أهل الجنة من أهل النار أنهم لما كانوا أعداء الله و أعداء لهم جعل الله سبحانه لهم سرورا في تعذيبهم و لو كان العفو قد وقع عليهم لم يجز أن يجعل السرور في ذلك لأنه مضمن بالعداوة و قد زالت بالعفو} «عَلَى اَلْأَرََائِكِ يَنْظُرُونَ» يعني المؤمنين ينظرون إلى عذاب أعدائهم الكفار على سرر في الحجال ثم قال سبحانه‌} «هَلْ ثُوِّبَ اَلْكُفََّارُ مََا كََانُوا يَفْعَلُونَ» أي هل جوزي الكفار إذا فعل بهم هذا الذي ذكره على ما كانوا يفعلونه من السخرية بالمؤمنين في الدنيا و هو استفهام يراد به التقرير و ثوب بمعنى أثيب و قيل معناه يتصل بما قبله و يكون التقدير إن الذين آمنوا ينظرون هل جوزي الكفار بأعمالهم و يكون الجملة متعلقة بينظرون‌و على القول الأول يكون استئناف كلام لا موضع له من الإعراب و إنما قال «هَلْ ثُوِّبَ اَلْكُفََّارُ» فاستعمل لفظ الثواب في العقوبة لأن الثواب في أصل اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعمله و إن كان في العرف اختص الجزاء بالنعيم على الأعمال الصالحة فاستعمل هنا على أصله و قيل لأنه جاء في مقابلة ما فعل بالمؤمنين أي هل ثوب الكفار كما ثوب المؤمنون و هذا القول يكون من قبل الله تعالى أو تقوله الملائكة للمؤمنين تنبيها لهم على أن الكفار جوزوا على كفرهم و استهزائهم بالمؤمنين ما استحقوه من أليم العذاب ليزدادوا بذلك سرورا إلى سرورهم و يحتمل أن يكون ذلك يقوله المؤمنون بعضهم لبعض سرورا بما ينزل بالكفار و كل هذه الوجوه إنما تتجه على القول الأول إذا كانت الجملة كلاما مستأنفا لا تعلق له بما قبله.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 694
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست