responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 683

(1) - شاء من صور الخلق ركبك إن شاء في صورة إنسان و إن شاء في صورة حمار و إن شاء في صورة قرد عن عكرمة و أبي صالح و قال الصادق (ع) لو شاء ركبك على غير هذه الصورة

و المعنى أنه سبحانه يقدر على جعلك كيف شاءو لكنه خلقك في أحسن تقويم حتى صرت على صورتك التي أنت عليها لا يشبهك شي‌ء من الحيوان و قيل في أي صورة شاء من ذكر أو أنثى أو جسيم أو نحيف حسن أو دميم طويل أو قصير} «كَلاََّ» أي ليس الأمر كما تزعمون أنه لا بعث و لا حساب و ليس هنا موضع الإنكار للبعث مع وضوح الأمر فيه و قيام الدلالة عليه «بَلْ تُكَذِّبُونَ» معاشر الكفار «بِالدِّينِ» الذي هو الجزاء لإنكاركم البعث و النشور عن مجاهد و قتادة و قيل تكذبون بالدين الذي جاء به محمد ص و هو الإسلام عن الجبائي } «وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحََافِظِينَ» من الملائكة يحفظون عليكم ما تعلمونه من الطاعات و المعاصي ثم وصف الحفظة فقال‌} «كِرََاماً» على ربهم «كََاتِبِينَ» يكتبون أعمال بني آدم‌} «يَعْلَمُونَ مََا تَفْعَلُونَ» من خير و شر فيكتبونه عليكم لا يخفى عليهم من ذلك شي‌ء و قيل إن الملائكة تعلم ما يفعله العبد إما باضطرار و إما باستدلال و قيل معناه يعلمون ما تفعلون من الله دون الباطن و في هذا دلالة على أن أفعال العبد حادثة من جهتهم و أنهم المحدثون لها دونه تعالى‌و إلا فلا يصح قوله‌} «تَفْعَلُونَ ` إِنَّ اَلْأَبْرََارَ لَفِي نَعِيمٍ» و هو الجنة و الأبرار أولياء الله المطيعون في الدنيا} «وَ إِنَّ اَلْفُجََّارَ لَفِي جَحِيمٍ» و هو العظيم من النار و المراد بالفجار هنا الكفار المكذبون للنبي ص لقوله‌} «يَصْلَوْنَهََا يَوْمَ اَلدِّينِ» أي يلزمونها بكونهم فيها} «وَ مََا هُمْ عَنْهََا بِغََائِبِينَ» أي لا يكونون غائبين عنها بل يكونون مؤبدين فيها و قد دل الدليل على أن أهل الكبيرة من المسلمين لا يخلدون في النار و لأنه سبحانه قد ذكر المكذبين بالدين فيما قبل هذه الآية فالأولى أن تكون لفظة الفجار مخصوصة بهم و أيضا فإذا احتمل الكلام ذلك بطل تعلق أهل الوعيد بعموم اللفظ ثم عظم سبحانه يوم القيامة فقال‌} «وَ مََا أَدْرََاكَ مََا يَوْمُ اَلدِّينِ» تعظيما له لشدته و تنبيها على عظم حاله و كثرة أهواله‌} «ثُمَّ مََا أَدْرََاكَ مََا يَوْمُ اَلدِّينِ» كرره تأكيدا لذلك و قيل أراد ما أدراك ما في يوم الدين من النعيم لأهل الجنة و ما أدراك ما في يوم الدين من العذاب لأهل النار عن الجبائي «يَوْمَ لاََ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً» أي لا يملك أحد الدفاع عن غيره ممن يستحق العقاب كما يملك كثير من الناس في دار الدنيا ذلك «وَ اَلْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلََّهِ» وحده أي الحكم له في الجزاء و الثواب و العفو و الانتقام و روى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال إن الأمر يومئذ و اليوم كله لله يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت الحكام فلم يبق حاكم إلا الله‌ و قيل معناه يوم لا تملك نفس لنفس كافرة شيئا من المنفعة عن مقاتل و المعنى الصحيح في الآية أن الله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 683
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست