نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 665
(1) - تتعرض لهو تقبل عليه بوجهك} «وَ مََا عَلَيْكَ أَلاََّ يَزَّكََّى» أي أي شيء يلزمك إن لم يسلم و لم يتطهر من الكفر فإنه ليس عليك إلا البلاغ} «وَ أَمََّا مَنْ جََاءَكَ يَسْعىََ» أي يعمل في الخير يعني ابن أم مكتوم } «وَ هُوَ يَخْشىََ» الله عز و جل} «فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهََّى» أي تتغافل و تشتغل عنه بغيره} «كَلاََّ» أي لا تعد لذلك و انزجر عنه «إِنَّهََا تَذْكِرَةٌ» أي إن آيات القرآن تذكير و موعظة للخلق} «فَمَنْ شََاءَ ذَكَرَهُ» أي ذكر التنزيل أو القرآن أو الوعظ و المعنى فمن شاء أن يذكره ذكره و في هذا دلالة على أن العبد قادر على الفعل مخير فيه و قوله «كَلاََّ» فيه دلالة على أنه ليس له أن يفعل ذلك في المستقبل و أما الماضي فلم يتقدم النهي عن ذلك فيه فلا يكون معصية ثم أخبر سبحانه بجلالة قدر القرآن عنده فقال} «فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ» أي هذا القرآن أو هذه التذكرة في كتب معظمة عند الله و هي اللوح المحفوظ عن ابن عباس و قيل يعني كتب الأنبياء المنزلة عليهم كقوله إِنَّ هََذََا لَفِي اَلصُّحُفِ اَلْأُولىََ«مَرْفُوعَةٍ» في السماء السابعة و قيل مرفوعة قد رفعها الله عن دنس الأنجاس «مُطَهَّرَةٍ» لا يمسها إلا المطهرون و قيل مصونة عن أن تنالها أيدي الكفرة لأنها في أيدي الملائكة في أعز مكان عن الجبائي و قيل مطهرة من كل دنس عن الحسن و قيل مطهرة من الشك و الشبهة و التناقض} «بِأَيْدِي سَفَرَةٍ» يعني الكتبة من الملائكة عن ابن عباس و مجاهد و قيل يعني السفراء بالوحي بين الله تعالى و بين رسله من السفارة و قال قتادة هم القراء يكتبونها و يقرءونها و روى فضيل بن يسار عن الصادق ع قال الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة ثم أثنى عليهم فقال} «كِرََامٍ» على ربهم «بَرَرَةٍ» مطيعين و قيل كرام عن المعاصي يرفعون أنفسهم عنها بررة أي صالحين متقين و قال مقاتل كان القرآن ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر إلى الكتبة من الملائكة ثم ينزل به جبريل (ع) إلى النبي ص ثم ذكر سبحانه المكذبين بالقرآن فقال} «قُتِلَ اَلْإِنْسََانُ» أي عذب و لعن الإنسان و هو إشارة إلى كل كافر عن مجاهد و قيل هو أمية بن خلف عن الضحاك و قيل هو عتبة بن أبي لهب إذ قال كفرت برب النجم إذا هوى «مََا أَكْفَرَهُ» أي ما أشد كفره و ما أبين ضلاله و هذا تعجب منه كأنه قد قال تعجبوا منه و من كفره مع كثرة الشواهد على التوحيد و الإيمان و قيل أن ما للاستفهام أي أي شيء أكفره و أوجب كفره عن مقاتل و الكلبي فكأنه قال ليس هاهنا شيء يوجب الكفر و يدعو إليه فما الذي دعاه إليه مع كثرة نعم الله عليه، ثم بين سبحانه من أمره ما كان ينبغي معه أن يعلم أن الله خالقه فقال} «مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» لفظه استفهام و معناه التقرير و قيل معناه لم لا ينظر إلى أصل خلقته من أي شيء خلقه الله ليدله على وحدانية الله تعالى ثم فسر فقال} «مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ» أطوارا نطفة ثم علقة إلى آخر خلقة و على حد معلوم من طوله و قصره
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 665