responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 664

664

(1) - كلامه و قال في نفسه يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان و العبيد فأعرض عنه و أقبل على القوم الذين يكلمهم فنزلت الآيات و كان رسول الله بعد ذلك يكرمه و إذا رآه قال مرحبا بمن عاتبني فيه ربي و يقول له هل لك من حاجة و استخلفه على المدينة مرتين في غزوتين‌ و قال أنس بن مالك فرأيته يوم القادسية و عليه درع‌و معه راية سوداء قال المرتضى علم الهدى قدس الله روحه ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي ص بل هو خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه و فيها ما يدل على أن المعنى بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي ص مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين و المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء و يتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة و يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه ص‌ وَ إِنَّكَ لَعَلى‌ََ خُلُقٍ عَظِيمٍ و قوله‌ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فالظاهر أن قوله «عَبَسَ وَ تَوَلََّى» المراد به غيره و قد روي عن الصادق (ع) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي ص فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه و جمع نفسه و عبس و أعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك و أنكره عليه‌ فإن قيل فلو صح الخبر الأول هل يكون العبوس ذنبا أم لا فالجواب أن العبوس و الانبساط مع الأعمى سواء إذ لا يشق عليه ذلك فلا يكون ذنبا فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه ص ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق و ينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد و يعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه أولى من تأليف المشرك طمعا في إيمانه و قال الجبائي في هذا دلالة على أن الفعل يكون معصية فيما بعد لمكان النهي فأما في الماضي فلا يدل على أنه كان معصية قبل أن ينهى عنه و الله سبحانه لم ينهه إلا في هذا الوقت و قيل أن ما فعله الأعمى نوعا من سوء الأدب فحسن تأديبه بالإعراض عنه إلا أنه كان يجوز أن يتوهم أنه أعرض عنه لفقره و أقبل عليهم لرياستهم تعظيما لهم فعاتبه الله سبحانه على ذلك و روي عن الصادق (ع) أنه قال كان رسول الله ص إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال مرحبا مرحبا لا و الله لا يعاتبني الله فيك أبدا و كان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي ص مما يفعل به.

المعنى‌

«عَبَسَ» أي بسر و قبض وجهه «وَ تَوَلََّى» أي أعرض بوجهه‌} «أَنْ جََاءَهُ اَلْأَعْمى‌ََ» أي لأن جاءه الأعمى‌} «وَ مََا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ» أي لعل هذا الأعمى «يَزَّكََّى» يتطهر بالعمل الصالح و ما يتعلمه منك‌} «أَوْ يَذَّكَّرُ» أي يتذكر فيتعظ بما يعلمه من مواعظ القرآن «فَتَنْفَعَهُ اَلذِّكْرى‌ََ» في دينه قالوا و في هذا لطف من الله عظيم لنبيه ص إذ لم يخاطبه في باب العبوس فلم يقل عبست‌فلما جاوز العبوس عاد إلى الخطاب فقال و ما يدريك.

ـثم قال‌} «أَمََّا مَنِ اِسْتَغْنى‌ََ» أي من كان عظيما في قومه و استغنى بالمال‌} «فَأَنْتَ لَهُ تَصَدََّى» أي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 664
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست