نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 659
659
(1) - مَنْ طَغىََ» و ما بعده فإن المعنى إذا جاءت الطامة الكبرى فإن الأمر كذلك و قوله «أَوْ ضُحََاهََا» أضاف الضحى إلى العشية و الغداة و العشي و الضحوة و الضحى لليوم الذي يكون فيه فإذا قلت أتيتك صباحا و مساء و مساءة و صباحة فالمعنى أتيتك صباحا و مساء يلي الصباح و أتيتك مساء و صباحا يلي المساء و تقول أتيتك العشية و غداتها.
المعنى
لما قدم سبحانه ما أتى به موسى و ما قابلة به فرعون و ما عوقب به في الدارين عظة لمن كان على عهد رسول الله ص و تحذيرا لهم من المثلات خاطب عقيب ذلك منكري البعث فقال «أَ أَنْتُمْ» أيها المشركون المنكرون للبعث «أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ اَلسَّمََاءُ» يعني أ خلقكم بعد الموت أشد عندكم و في تقديركم أم السماء و هما في قدرة الله تعالى واحد و هذا كقوله لَخَلْقُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ اَلنََّاسِ ثم ابتدأ فبين سبحانه كيف خلق السماء فقال «بَنََاهََا» الله تعالى الذي لا يكبر عليه خلق شيء} «رَفَعَ سَمْكَهََا» سقفها و ما ارتفع منها «فَسَوََّاهََا» بلا شقوق و لا فطور و لا تفاوت و قيل سواها أحكمها و جعلها متصرفا للملائكة} «وَ أَغْطَشَ لَيْلَهََا» أي أظلم ليلها عن ابن عباس و مجاهد و قتادة «وَ أَخْرَجَ ضُحََاهََا» أي أبرز نهارها و إنما أضاف الليل و الضحى إلى السماء لأن منها منشأ الظلام و الضياء بغروب الشمس و طلوعها على ما دبرها الله عز و جل} «وَ اَلْأَرْضَ بَعْدَ ذََلِكَ دَحََاهََا» أي بعد خلق السماء بسطها من الدحو و هو البسط قال ابن عباس إن الله تعالى دحا الأرض بعد السماء و إن كانت الأرض خلقت قبل السماء و كانت ربوة مجتمعة تحت الكعبة فبسطها و قال مجاهد و السدي معناه و الأرض مع ذلك دحاها كما قال عُتُلٍّ بَعْدَ ذََلِكَ زَنِيمٍ أي مع ذلك} «أَخْرَجَ مِنْهََا» أي من الأرض «مََاءَهََا» و المعنى فجر الأنهار و البحار و العيون عن ابن عباس «وَ مَرْعََاهََا» مما يأكل الناس و الأنعام بين سبحانه بذلك جميع المنافع المتعلقة بالأرض من المياه التي بها حياة كل شيء من الحيوانات و الأشجار و الثمار و الحبوب و العيون عن ابن عباس و بها يحصل جميع الأرزاق و النبات التي تصلح للمواشي فهي ترعاه بأن تأكله في موضعه} «وَ اَلْجِبََالَ أَرْسََاهََا» أي أثبتها في أوساط الأرض} «مَتََاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعََامِكُمْ» أي خلق سبحانه الأرض و أخرج منها المياه و المراعي و أثبت الجبال بما فيها من أنواع المعادن لمنفعتكم و منفعة أنعامكم تنتفعون بها و لما دل سبحانه بهذه الأشياء على صحة البعث وصف يوم البعث فقال} «فَإِذََا جََاءَتِ اَلطَّامَّةُ اَلْكُبْرىََ» و هي القيامة لأنها تطم على كل داهية هائلة أي تعلو و تغلب و من ذلك يقال ما من طامة إلا و فوقها طامة و القيامة فوق كل طامة فهي الداهية العظمى قال الحسن هي النفخة الثانية و قيل هي الغاشية الغليظة المجللة التي تدقق
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 659